من جمعة التحدي إلى جمعة الإصرار، جمعت الحشود وتوالت حملات التشكيك فى مرشح الإخوان المسلمين، أو بالتحديد حزب الحرية والعدالة، وسط متابعة وترقب من الأوساط الإقليمية والدولية لنتائج الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك بعد ثلاثين عاما من الحكم. وقبل الإعداد للحديث الشامل مع الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي كنت قد ألتقيت مع العديد من مختلف القوى السياسية في مصر، ونزلت إلى قلب ميدان التحرير ميدان ثورة 25 يناير لاستقصاء الآراء، ووجهات النظر المختلفة التي جمعتها لمواجهة الدكتور مرسي بتطلعات المصريين ونظرتهم للمستقبل في ظل مرحلة التغيير التي يرتقبونها تحت قيادة الرئيس المنتخب ليشمل الحوار القضايا الجوهرية الداخلية والخارجية وقضايا أخرى فجرتها مائدة الحوار التالي : • أعلنتم عن مشروع النهضة ما هي ملامح هذا المشروع والذي كان شعاركم في جولة الانتخابات الرئاسية ؟ • الحقيقة مشروع النهضة هو مشروع شامل تام يمهد لتحقيق نهضة شاملة لمصر؛ يضم سبعة محاور رئيسية تشمل التعليم، والصحة، والصناعه، والتنمية السياحية، والعمرانية، والسياسية، والتنمية الاقتصادية، والعلاقات الخارجية ونقل مصر إلى مصاف الدول المتقدمة. • وأين المرأة من تلك المحاور؟ • المرأة شريك أساسي فى التنمية ولها محور خاص يتضمن مشاركتها فى جميع مراحل التنمية. • ما هي انطباعاتكم عن اتفاق القوى السياسية فى مصر مع المشير طنطاوي على تأسيس الهيئة التأسيسية للدستور ؟ • بالطبع نحن نعيش فى مصر مرحلة حساسة لأننا فى مرحلة بناء مصر الجديدة .. مصر المستقبل والحاضر .. مصر الديمقراطية أمام السلطة الديكتاتورية والفساد ومرحلة الانتقال، وكنا حريصين كل الحرص على أن تشمل الجمعية التأسيسية للدستور كل أطياف المجتمع المصري، وبما يتماشى مع رغبات المجتمع المصري والحوار المجتمعي الذى يليق باسم مصر، ومكانتها على طريق تحقيق الاستقرار والخير لمصر . • قلتم إن جماعة الإخوان المسلمين أخطأت فى عدم مراعاة كل ألوان الطيف فى تأسيس الجمعية التأسيسية للدستور .. هل الآن راعيتم تلك الأخطاء وتعلمتم من الدرس السابق ؟ • نعم الأخطاء واردة الآن نحن صححنا أخطاءنا ربما نكون تسرعنا فى عدم تقدير الموقف سابقا الآن عدنا إلى الصواب حيث تعلملنا فى جماعة الإخوان المسلمين الحب والتعاون والصورة الآن أفضل، وهناك حرص مؤكد على النجاح والتعاون مع الآخرين بهدف النجاح والتوافق إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. • أعلن المستشار الزند رئيس نادي القضاة استياءه الشديد من الهجوم على القضاء وبالتحديد من قبل بعض أعضاء البرلمان .. كيف تفسرون تلك الإساءات للقضاء ؟ • أنا ضد الإساءة للقضاء المصري الشامخ الواعي، وضد كل أنواع التجريح، أو التعليق على الأحكام القضائية ..القضاة هم ميزان الوطن ونادي القضاة هو أول من واجه تزوير الانتخابات فى العهد الماضي، ومنذ سنوات طويلة يقوم بدور وطني كبير أنا لا أوفق على الإطلاق على إهانة القضاء، أو التجريح فى القضاء المصري الشامخ ولا أوافق على التجريح فى القضاة ميزان العدالة، ورجال القضاء لهم مكانة واحترام بالغ لدى جموع الشعب المصري، وما حدث من رد فعل على الحكم على الرئيس السابق ورمز نظامه كان رد فعل أهالي الشهداء المجروحين والجميع يعذرهم ويعي تماما ما يعانيه هؤلاء من فقد فلذات أكبادهم • بما أنك الرئيس المرشح وتعلم أن الرئيس السابق يصارع الموت وقدم محاميه التماسا لكم لنقله إلى مستشفى خاص وبحكم إنسانيتكم والتزامكم بتعاليم الدين كيف تردون على هذا الطلب ؟ • أي مسجون إذا قررت النيابة والأطباء ولائحة السجون ورأى المتخصصون الحاجة إلى نقله لن نتردد في اتخاذ القرار، وطبقا لحالة أي مسجون من خلال إدارة السجون هو واجب لا يمكن الاعتراض عليه، والقرار الفصل للأطباء والنائب العام المكلفين بتوفير الرعاية له. • ولكن أنت قلت إذا أصبحت رئيسا لن يخرج مبارك من السجن أبدا؟ • لم أقل هذا على الإطلاق هناك نيابة وقانون والكل تحت سيادة القانون سواسية. • الشعب المصري يعيش حالة من القلق ويترقب سيناريو المرحلة الانتقالية ماذا تقول للناس، وما هو السيناريو المتوقع للوضع فى مصر ؟ • الخوف والقلق أمر طبيعي في الوقت الراهن، والناس تبحث عن الاستقرار وأنا أتابع وأسمع وقريب من مطالب الناس ورغبتهم في تحقيق الاستقرار والأمن للخروج من عنق الزجاجة ..وأدرك تماما أن غالبية الشعب المصري يعانون من أحوال معيشية سيئة وينتظرون الانتقال للأفضل. •عفوا ما الذي يجعلكم تظنون أنك الوحيد القادر على التغيير ؟ • الثورة قامت من أجل التغيير، ومصر جديدة، واحترام لكافة حقوق الإنسان والمرحلة الأولى للثورة طالبت بهذا أنا ابن الثورة وأعرف ماذا يريد الناس، وأعرف ما يطالب به الناس، الناس ثارت من أجل تغيير النظام، وبناء مصر جديدة، وأنا لدي القدرة على تحقيق مطالب الناس والثوار. • ما هي علاقة الإخوان بالثورة ؟ لا سيما أن خطابكم أصبح يتحدث عن الثورة وعلاقتكم بالمجلس العسكري ؟ • ليس لدينا أفكار شريرة، ونحن مع الثورة، وقرار مشاركتنا فى الثورة كان واضحا وحاسما، وهدفنا التغيير السلمي، وضمان تحقيق الأهداف، ونشارك من أجل الحفاظ على الثورة ومكتسباتها، وتعاملنا مع المجلس بصفته مسؤولا عن السلطة التنفيذية اتفقنا أحيانا واختلفنا أحيانا نحن نراهن على المشاركة الثورية الحقيقية، ومازل الثوريون عند الظن للحفاظ على مكتسبات الثورة. • كيف ستواجهون مشكلة الأمن ؟ • سنعمل خلال مائة يوم على التخطيط لحل مشاكل الأمن، ونحن أمام تحد، وسوف نعمل على حل جميع المشاكل ومنها بالطبع المشكلة الأمنية، ومتابعة كل ماينغص أمن الوطن والمواطن، والقضاء تماما على الفساد. • ماذا عن الأقباط وحقوقهم فى مصر فى ظل سيطرة الإخوان ؟ • الأقباط لهم حقوقهم الكاملة شركاء فى الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا، فهم شركاء ولا أعتقد أنهم يريدون العودة إلى الوراء. • أعلن المجلس العسكري تسليم السلطة فى 30 يونية، ما هي علاقتكم بالمجلس، وهل تم الحديث عن كيفية تسليم السلطة ؟ وكيف يمكن التعامل مع المؤسسة العسكرية ؟ • الجيش جيش مصر له كل الاحترام والتقدير ،ودعم الجيش واجب، والمجلس العسكري قام بدور كبير ورئيسي في حماية مكتسبات الوطن غير أن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ووزير الدفاع يعينه رئيس الجمهورية. وليس لدي أية حساسية من أى من أعضاء المجلس العسكري، وأنا حريص للتواصل معهم من أجل حل قضايا البلد. • مرت العلاقة بين المجلس العسكري والإخوان والبرلمان بأزمات مختلفة كيف يمكنم احتواء ماحصل ؟ • العلاقة بين الإخوان المسلمين والمجلس طيبة للغاية، القضاة هم ميزان الوطن الفلاحين والعمال العمود الفقري، كل فئات المجتمع لديهم مشاكل معيشية وأهداف يسعون لحلها، وكل الأزمات مرحلية سوف تنتهى بمساعدة العديد من فئات الشعب، والحل سيكون فى حينه.