أكد المستشار الأسري إمام وخطيب جامع أم القرى في جدة الشيخ عبدالله الغامدي، أن من أبرز أسباب العنف الأسري عدم امتثال الزوجين لأمر الله ورسوله الذي رضيا به لتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة ومن ذلك إعطاء كل منهم حقوق الآخر وغض الطرف عن بعض التصرفات التي تدفع إلى العنف الذي يوصل إلى العنف البدني وأحيانا كثيرة إلى الطلاق. ودعا الشيخ الغامدي الأزواج إلى تعزيز مبادئ الرحمة بينهما واحترام حقوق بعضهم البعض والبعد عن كل ما يبعث على العنف، وقال: إن من عظيم حكم اقتران الأزواج المودة والرحمة والسكن بينهما، المشاكل الأسرية نذير شؤم على المجتمع كله وفي تزايد مستمر مخيف وحلها بسيط ويسير وسهل متى ما تفاعلت الأسرة المسلمة المؤمنة مع معتقدها الذي رضيت به واتخذته منهجا في حياتها. وأضاف كل مؤمن ومؤمنة رضيا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا، يقتضي منها ذلك أن يذعنان ويستسلمان بمحبة ورضا وطمأنينة للمنهج القويم الذي ارتضاه الله ورسوله لهما في هذه الحياة لأن اختيار الله محفوف بالرحمة والحكمة والعلم واختيارنا محفوف بالجهل والشهوة والعجلة والهوى. وبين الشيخ الغامدي أن النفس تميل للهوى وتتأثر بنزغات الشيطان ومايصدر منها غالبا يصدر عن هوى فيما ترغب فيه النفس دون النظر للعواقب ودون النظر للخطأ أو الصواب وغالبا ماتجد تلك النفس مغبة هواها فتندم، وقال: متى ما استقر في النفس أن اتباع الهوى والبعد عن الهدى هو الشقاء تحققت القناعة، وأضاف كثير من المشاكل تحصل بين الزوجين بسبب أمر تافه ويسير لكنه يكبر ويتفاقم فيقع بسببه الطلاق فتتفرق الأسرة ويضيع الأبناء فيفقدون دفء البيت المحفوف بالرحمة والسكينة والطمأنينة والشفقة تقع بينهما كلمة تكون معولا صلبا، يهدم به صرح ذلك البيت السعيد فتنقل تلك الكلمة صاحبها من سعادة وهناء، إلى محنة وشقاء إنها كلمة الطلاق، كم أبكت عيونا، وأجهشت قلوبا، وروعت أفئدة، كلمة الوداع والفراق، يوم تسمع المرأة طلاقها، فتكفكف دموعها، وتودع زوجها يالها من لحظة تجف فيها المآقي، حين تقف المرأة على باب دارها، لتلقي النظرات الأخيرة، نظرات الوداع على عش الزوجية، المليء بالأيام والذكريات! يا لها من لحظة عصيبة، حين تقتلع السعادة أطنابها، من رحاب ذلك البيت المسلم المبارك. وأشار الشيخ الغامدي إلى أن حل المشكلات الأسرية لا يحتاج إلى مستشارين أسريين لردم الهوة بين الزوجين إذا صان كل منهما حقوق الآخر وتنازل عن العناد وارتضيا الحوار، وقال: الزوجة متى ما استشعرت رضا الله تعالى وامتثال أمره فلن تعصي زوجها أبدا في أي أمر طلبه منها ولن تحتاج لطبيب استشاري تنفق له الأموال لعلاج قضيتها بل يكفيها أن تستشعر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم في أجر طاعتها لزوجها، وأضاف ليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج فمتى أطاعته في المعروف وقضت حوائجه ولم تعص له أمرا فلن تجد إلا زوجا محبا ودودا مقدرا كريما غير لئيم، وزاد كذلك على الزوج تلبية حاجات زوجته، وغض الطرف عن بعض التصرفات وعدم إيصال الخلاف إلى مرحلة متقدمة من الصراع الذي يخلف العنف الذي يهدد الاستقرار الأسري، كثيرا ما يكون التغافل محمودا، وهو إن دل يدل على سعة عقلِ المتغافلِ وإدراكه وتفهمه. لا بد للزوج أن يتغافل ويغض الطرف عن بعض تصرفات زوجته وتقصيرها وعلى الزوجين الاعتراف بالخطأ وعدم التكبر والفوقية، واستطرد الشيخ الغامدي لا بد أن يكون قيام الحياة الزوجية على الحب والود والوفاق، فيؤدي الزوج حق زوجته عليه، وتؤدي الزوجة حق زوجها عليها، ثم يتسامحان فيما قد يحصل من النقص والخطأ، وبهذا يهنآن بالعيش، ويسعدان بالصحبة، ويسعد بسعادتهما أولادهما.