الفن هو الانعكاس الحقيقي لواقع المجتمعات، وهو المرآة التي من خلالها يمكن أن نقيم مجتمع ما، وفي سورية حيث تتخذ كل الطبقات الاجتماعية موقفا من الثورة، إلا طبقة الفنانين باعوا ضميرهم وموقفهم للنظام السوري وفضلوا الصمت، بل راعوا يؤيدون ويخضعون للمال للهروب من استحقاق الموقف حيال الثورة في بلادهم إلى مشاريع أخرى، يختلط فيها التشويه الخبيث والمال والدوافع السياسية معا. هذه الحالة بكل تفاصيلها تنطبق على حالة المخرج السوري نجدت أنزور الذي يعكف الآن على إخراج فيلم عن الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود ويتناول من خلال هذا الفيلم التاريخ المزور والمفبرك، دون أن يستند إلى وثيقة تاريخية، وهو خلل جوهري في بنية إنتاج الفيلم، إذ إن فيلما كهذا يجب أن يستند إلى وثيقة تاريخية، إلا أن السعي وراء أهداف سياسية وتلبية لنظم معادية للمملكة لا تحتاج إلى وثيقة. وبدورهم رفضت جالية الثورة السورية في جدة محاولة نجدت أنزور النيل من سمعة المملكة ومحاولة التزوير التاريخي للفيلم المزعوم ملك الصحراء. وقال رئيس رابطة الجالية محمود التغلبي في استطلاع ل«عكاظ»، إنه من الأفضل للمخرج أنزور أن يصنع فيلما عن بطولات الثورة السورية وما سطرته من روح قتالية وثورية ضد نظام الطاغية بشار الأسد. وأضاف لو أن أنزور أخرج فيلما عن الثورة لدخل التاريخ الفني من أوسع أبوابه، لكنه وجه آخر لنظام القاتل بشار الأسد الذي أمعن في قتل الصغار والكبار والنساء دون أن يفكر للحظة واحدة أن هذا الذي يقتل ويشرد في المدن هو الشعب السوري. أما جمال أبازيد أحد مؤسسي الرابطة فاعتبر أنه لا فرق بين وجه النظام السوري ووجه نجدت أنزور، إذ إن الطرفين لا يملكان الموقف الأخلاقي ولا الإنساني، فالأول يقتل الشعب دون رادع والثاني يقتل التاريخ بالكذب والتزوير، لذا فإن الاثنين سيخرجان من التاريخ وإلى الأبد. بدوره أكد عمر العداي مسؤول الجانب الاجتماعي في الجالية أن الجالية السورية في جدة وحتى في الرياض رفضت محاولات أنزور اليائسة لتشويه صورة المملكة التي ساندت الشعب السوري، معتبرا أن المال السياسي السوري الإيراني هو الدافع الأول لمثل هذه الأعمال. فيما رأى أحمد سباعي إن مثل هذه الأعمال السينمائية الموجهة بخلفيات سياسية، غالبا ما تكون من أفعال شخصيات مرتزقة لأنها لا تنبع من الإيمان بالفكرة بقدر ما تنبع من المصلحة، وعليه ربما يذهب المخرج ذاته إلى فيلم آخر لجهة أخرى فقط من أجل المال، مضيفة أن مثل هذه الأفعال من صفات أنزور. وأكدت أن سمعة المملكة لا يهزها فيلم، فالعالم العربي والإسلامي كله يعرف أهمية المملكة ودورها الرائد في خدمة المسلمين. مقللة من تأثير هذا الفيلم على الرأي العام العربي والعالمي، متابعة القول: إن كل محاولات التشويه عبر السينما باتت مكشوفة للمشاهد العربي الذي بدأ يفكر بشكل نقدي وذكي.