• يؤكد الناقد العربي صلاح فضل (أن المثقف الحقيقي لا يمكن أن يكون قطة وديعة، لأنه سيفقد بذلك خصوصيته)، ويضيف (المثقف لا بد أن يملك وعياً نقدياً، وإن لم يطلق العنان لأفكاره بغية توظيفها في إبداء رأيه في الأوضاع السياسية والاجتماعية الظالمة يفقد هويته، المثقف الحقيقي إذاً لا بد أن يكون مزعجا)! • ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، تُرى كم قطة وديعة ملأت الفضاء مواءً وكلاما حامضا؟ وكم مثقف حقيقي وفنان صادق عبر عن موقفه الرافض لكل أساليب القمع والاستبداد ، إما برأي جريء أو بصمت مشرّف ؟! • إن الصراع القائم في أنحاء العالم العربي بين المثقف والسلطة ليس جديدا، ولكنه يتوارى حينا ويتجلى أحايين كثيرة، خصوصا في ظل الأزمات الإنسانية والكوارث السياسية، على مستوى المشهد العربي تعرّت وجوه كثيرة وسقطت أقنعة مزيفة كانت تتبنى أفكارا نضالية وشعارات ثورية ضد الظلم والقهر والطغيان، لتتكشف في ظل أنظمتها السياسية بأنها تؤيد كل عمليات السحل والقتل والجرائم المريعة ضد شعوبها المطحونة والتي تطالب بأدنى حقوقها المتمثلة في الحرية والحياة الكريمة. • لقد أثبتت هذه الثورات أن دور المثقف والفنان تشظّى بين المخاتلة والمنافقة والسلبية المقيتة، باستثناء أسماء كانت تطرح نماذج مشرفة للوقوف أمام جنازير الفساد السياسي والبطش العسكري، ففي سوريا مثلا ..شتان ما بين موقف الفنان علي فرزات وما بين المخرج نجدت أنزور الذي يرى الأخير أن حكم بشار هو الخلاص والمنقذ للأزمة السورية، وشتان ما بين موقف الفنان الواعي محمد صبحي والفنان عادل إمام حيال الثورة المصرية. • وفي العالم العربي الكثير من النماذج التي تحتاج إلى ثورات داخلية على ذواتها أولا لتتحرر من جينات الرق وعبودية الآخر والولاء الأعمى، ولتنشر وعي المواطنة الحقة التي ترتبط بالأرض والإنسان والحقوق المشروعة بعيدا عن أي مصالح ذاتية أو منافع شخصية! • إن القارئ البسيط أو المواطن العادي لم تعد تنطلي عليه هرطقات بعض المثقفين والفنانين الذين ينظّرون في هواء الدجل، ويضللون الرأي العام بمجاملات فارغة، ومدائحيات سخيفة ومستهلكة، بل أضحى الإنسان العربي على درجة عالية من الوعي السياسي والاجتماعي في ظل هذه الثورة التقنية المذهلة وهذه التحولات السياسية المفاجئة.. ويكفي. • Twitter@khalidqmmash