منذ بدء الأزمة السورية واندلاع الثورة في 15 مارس من العام الماضي، وضعت المملكة نصب عينيها الجانب الإنساني والأخلاقي والسياسي في إنقاذ الشعب السوري في الأولويات، كيف لا والمملكة هي الرائدة في تحقيق الأمن والسلام العالمي والحريصة على إيجاد حلول عادلة لقضايا الأمة العربية والإسلامية. وكان لخطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز في رمضان الماضي وقع كبير في العالمين العربي والإسلامي، إذ شخص الملك الحكيم الحالة السورية أنها على مفترق طرق إما الفوضى والضياع أو الحكمة النابعة من العقل، ولم تحيد المملكة عن هذا الموقف النابع من مسؤولياتها الإسلامية والأخلاقية حيال الشعب السوري منذ ذلك الوقت حتى الآن، بل إنها كرست هذا الموقف في المحافل العربية والعالمية . وعندما أمعن النظام السوري في القتل الوحشي والبربري في حق المدنيين، وبدا جليا أنه يعرقل كل الحلول السياسية والنداءات العربية والدولية لإنهاء الأزمة، أدركت المملكة أنه لا بد من رحيل النظام طوعا أو كرها حسب ماقاله سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، وتطور الموقف إلى أن بات تسليح المعارضة السورية في إطار الدفاع عن النفس فكرة مقبولة ولا بد من تنفيذها، إذ أنه من الغريب والمستنكر أن يستمر النظام الأسدي المسلح في قتل شعب كامل أعزل. هذه المعطيات هي القاعدة الأساسية لمواقف المملكة حيال الأزمة السورية، وباعتبار أن لكل موقف ضريبة، خرجت أبواق من هنا وهناك، تحاول النيل عبثا من المواقف الإنسانية والسياسية للمملكة، ولم توفر بعض الجهات التي أصبحت معروفة أية وسيلة للهجوم المغرض على المملكة، وكان آخر هذه الوسائل الرخيصة، ما أعلن عنه من أن المخرج السوري «المرتزق» نجدت أنزور يعمل على إنتاج وإخراج فيلم بعنوان ملك الرمال. يزور من خلاله تاريخ المملكة متمثلة بشخصية الملك المؤسس الراحل عبدالعزيز رحمه الله هذه الشخصية التاريخية التي وضعت أسس الدولة السعودية الرائدة في تعزيز العمل العربي، والداعمة للحقوق العربية المشروعة. وبالطبع مثل هذا العمل الإعلامي المشبوه والخبيث الذي تموله إيران وسورية، ما هو إلا ضريبة للمواقف المشرفة المساندة لحق الشعب السوري في التخلص من الديكتاتورية البغيضة التي حكمت على مدار أربعة عقود ماضية. إن زمرة أنزور قد تحقق مكاسب مادية من وراء الفيلم المشبوه، ولكنها لا تستطيع تزوير الحقائق التاريخية، ومواقف المملكة الثابتة. ولن تستطيع هذه الأبواق المأجورة في تشويه صورة المملكة لأن المملكة الحاضرة بصورتها البهية والإيجابية في كل المحافل الدولية لن تتأثر ببوق مأجور محدود الرؤى، يناطح قامة من المواقف الإنسانية والأخلاقية والسياسية ليس حيال الأزمة السورية فحسب، وإنما حيال كل القضايا العربية والإسلامية والعالمية .