يسعى المرتزقون إلى تزوير الحقائق وبيع المبادئ من أجل حفنة من المال يدفعهم إليها الجشع والدناءة والخسة ويحصلون عليها من جهات مشبوهة تحاول تنفيذ أجندتها الإيديولوجية والسياسية، مستخدمة كل الوسائل غير المشروعة في سبيل تحقيق أهدافها العدوانية. وهذا النهج جسده المخرج السوري الشركسي الأصل نجدت أنزور، عندما باع مبادئه معلنا عن سقطة جديدة وفضيحة مدوية عبر فيلمه الجديد «ملك الرمال»، الذي يحاول من خلاله تشويه تاريخ الملك عبدالعزيز، ذلك القائد المحنك الذي خطت تاريخه السنوات بماء الذهب ونطقت بأمجاده ذرات رمال وجبال الجزيرة العربية. أنزور الذي تدعمه إيران والنظام السوري الفاشي لإنتاج هذا الفيلم المشبوه، لا يمانع من بيع شرف المهنة وإفساد رسالة الفن السامية التي لا يعرف معناها أصلا ولا يتعامل بأخلاقياتها وسموها بالقدر الذي يحرص فيه على الكسب المالي الذي يعود عليه منها، وهذا ما اتضح جليا عندما هاجم دولة طالما أغدقت عليه واستضافته في العديد من المناسبات الثقافية. عدد من المختصين والمهتمين بالدراما لم يستغربوا هذا السقوط المدوي للمخرج السوري نجدت أنزور، مؤكدين أنه على استعداد للتعامل مع الشيطان في مقابل المال وأنه أمام الكسب المادي لا يرى شيئا ولا يعرف الصواب من الخطأ، كما طالب آخرون بمقاضاته، ورأى آخرون أن شرف المهنة يقتضي أن يلتفت أنزور إلى شعبه الذي يموت في مواجهة الآلة العسكرية للنظام وأن يحاول تصوير هذه المشاهد في عمل ربما يشفع له كل السقطات المتكررة التي سجلها طوال تاريخة الفني المشوه. نقاضيه بتاريخنا النزيه أستاذ التاريخ القديم في كلية الملك خالد العسكرية في الرياض الدكتور علي المشوح بادر بقوله «من هو نجدت أنزور حتى يخرج فيلما عن الملك عبدالعزيز، فالمملكة أكبر من أن يعبر عنها نجدت أنزور أو غيره من المأجورين»، وأضاف «إن المملكة احتفت فيه وقدمته للعالم عن طريق الجنادرية إلا أنني وفي نفس الوقت الذي كان يخرج مهرجان الجنادرية اختلفت معه بعد أن اكتشفت توجهه الغريب وغير السوي وتمننه بالعمل معنا». وأكد الدكتور المشوح أن مقاضاته لا تتم إلا بعرض تاريخنا المجيد ولنجعل التاريخ الحقيقي النزيه هو من يقاضيه، مبينا أن نجدت أساء للإسلام وهذا ليس بمستغرب عليه والشواهد كثيرة، إلا أننا حتما لا بد أن نربأ بأنفسنا عن أشكال (نجدت أنزور)، الذي شوه التاريخ وقدم نماذج غير مشرفة في تاريخه الفني، مؤكدا أن أنزور خرج عن نطاق الفن لأن رسالة الفن رسالة سامية وهو لم يتحل بأدبيات السينما التاريخية، وقال المشوح أن وراء نجدت أنزور منظمات تدعمه لمثل هذه الأعمال. ناكر للجميل من جانبه، استغرب المخرج السعودي فطيس بقنه من إنتاج المخرج نجدت انزور لفيلم «ملك الرمال» الذي يحاول من خلاله الإساءة للمملكة ولتاريخ الملك عبدالعزيز وقال: «إن المملكة اسندت إخراج أكبر مهرجان وطني عربي لنجدت أنزور وهو الجنادرية إلا أنه لم يحفظ ذلك الجميل وخرج بفيلمه الذي يخالف الحقيقة والواقع كاشفا أن نجدت أنزور يستمع إلى من يدفع أكثر»، وأضاف «إن السياسة تحضر في السينما ولكن لتأكيد الحقائق لا لتزويرها وإضافة أكاذيب ليست واقعية». وقال فطيس، من خلال عمله معه، «إن نجدت أنزور أجوف فكريا وثقافيا، وإنه يعمل من أجل المادة فقط، مؤكدا أن كثيرا من الكتاب العالميين والعرب قدموا نماذج أدبية لملحمة بطولات الملك عبدالعزيز احتراما لما قدمه من جمع شتات وتوحيد فرقة»، وأضاف: «على نجدت أنزور أن يعود إلى دمشق ليحرر شعبه من إسقاطات النظام وقتل الأبرياء من أبناء عمومته وإخوانه». رجل متوتر فيما أكد الناشر عبدالمحسن الماضي أن نجدت أنزور رجل متوتر على مدار الساعة ولا يجيد خلق صداقات بل إنه أستاذ في خلق العداوات وقال «أنا سبق أن عملت معه في مشروع ثقافي إلا أنني تفاجأت بأسلوبه في العمل والعنجهية التي يتعامل فيها مع كل من حوله بطريقة غير محترمة»، وأضاف «كان يجب على اللجان المختصة قبل توجيه الدعوه لأنزور للمشاركة في بعض المناسبات السعودية أن يتحروا عن علاقاته وتصرفاته التي تثير الشكوك حوله، منوها أن عمله ليست له علاقة بالفن والسينما التي تقدم نماذج احترافية لتوثيق الأعمال التاريخية، وحكم الماضي على فيلم نجدت بالفشل كونه يخرج عن توضيف مفهوم السينما العالمية وأهدافها السامية». أنزور لا يؤرخ للمملكة المخرج خالد الطخيم أكد أننا لا نحتاج إلى نجدت أنزور أو غيره من الحاقدين أن يؤرخ لنا فتاريخنا مشرق كالشمس واضح كوضوح النهار وقال «لا غرابة أن يقوم شخص بأخلاق نجدت أنزور بأن يعض اليد التي امتدت لمساعدته ولتكريمه فهو رجل غير سوي يعمل بأسلوب المغالطات»، وأوضح أن المثقفين السعوديين والأدباء على يقين أن نجدت لا يشكل لهم وزنا وأنه أعطي أكبر من حجمه فهو لا يساوي أن نكتب أو نتحدث عنه، مشيرا إلى أن الفيلم إذا وردت فيه أية إساءة لرموز الوطن أو لثقافة الوطن وتاريخها فهنا حتما لا بد من مقاضاة نجدت أنزور كونه مخرجا ومنتجا للفيلم.