استبعد خبراء وسياسيون مصريون حدوث انقلاب، أو تغيير كبير في سياسة مصر الخارجية، سواء فاز بالرئاسة مرسي، أو شفيق، وأجمعوا على أن الأولوية ستكون للرئيس الجديد للقضايا الداخلية والسعي إلى تثبيت أقدامه عبر تطويق العديد من المشاكل. ورأى الخبير الأمني اللواء سامح سيف اليزل في تصريح ل «عكاظ» أن إعادة الأمن والاستقرار والقضاء على ظاهرة البلطجة ستكون الشاغل الأول للرئيس الجديد، خصوصا الفريق شفيق «إذا فاز في المنصب» وفقا لتعهدات قطعها على نفسه بهذا الخصوص. واعتبر أن إنجاز هذا الأمر وإعادة الطمأنينة لدى المواطنين ستكون بمثابة جواز المرور، واكتساب الرئيس المنتخب للشرعية، والقبول لدى الرأى العام المصري، كما سيحظى بالتقدير لدى الرأى العام الخارجي باعتبار أن قضية الأمن والقضاء على الظواهر التي خرجت من عباءتها تمثل أحد التحديات الضخمة للرئيس القادم. فيما أوضح السفير جمال الدين بيومي مساعد وزير الخارجية السابق والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب ل «عكاظ» أن الأعباء التي تنتظر الرئيس الجديد تجعل من الصعب التنبؤ بمدى قدراته على النهوض بهذه المهمة الشاقة حيث إن الرأي العام سيرقبه وينتظر مدى ما يتمتع به من قدرات للإمساك بعصى موسى، وحل مشاكله التي تراكمت على مدى عدة عقود. ويؤكد الدبلوماسي المصري المعروف أن إنعاش قطاعات عديدة عانت على مدى الفترة الماضية مثل السياحة والتصدي لظواهر الانفلات الأمني اللذين يمثلان مؤشرا على النجاح، وتحديا في ذات الوقت، غير أنه يطالب في ذات الوقت مختلف فئات الشعب منح الرئيس الجديد (سواء كان مرسي أو شفيق) الفرصة الكاملة ومساعدته في النهوض بالمسؤولية، طالما التزم بالقانون وبالتعهدات التي قطعها على نفسه وببرنامجه الانتخابي الذي حاز به على أصوات وثقة الشعب. ويرفض السفير جمال بيومي القول بحدوث فوضى سواء فاز هذا المرشح أو ذاك ، ويعتبر أن الاقتصاد المصري لا يحتمل المزيد من النزيف، أو ارتفاع حجم البطالة، وتراجع معدلات النمو بأكثر مما هو عليه اليوم، مما يعني حدوث انهيار من شأنه أن يجلب الدمار على كل فئات المجتمع، ويجعل الكل خاسرا دون استثناء ومن ثم لن يصبح هناك فائز وخاسر في الانتخابات . أما الدكتور محمد شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية فيقول إن السياسة الخارجية خلال الفترة المقبلة للرئيس الجديد لن تشهد تحولات كبيرة، حتى لو فاز بالمقعد المرشح الإخواني محمد مرسي ويؤكد بدوره أن الاهتمام الأكبر والرئيسي سيكون للقضايا والمشكلات الداخلية.