اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات نظام بشار الأسد والجيش السوري الحر في محافظات عدة. وأعرب مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية كوفي عنان عن قلقه البالغ، في حين أعلنت بعثة المراقبين الدوليين أنها بصدد التفاوض لإجلاء مدنيين، وحذرت واشنطن من أن النظام ربما يستعد لارتكاب مجزرة جديدة في موازاة ارتفاع وتيرة أعمال العنف والمواجهات التي حصدت أمس 109 قتلى بحسب تنسيقيات الثورة. وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم المبعوث الأممي العربي المشترك، إن عنان «قلق خاصة إزاء قصف حمص فضلا عن تقارير عن استخدام القذائف والمروحيات والدبابات في بلدة الحفة باللاذقية»، وأضاف أن هناك مؤشرات على أن أعدادا كبيرة من المدنيين عالقون في تلك البلدات، ويطالب عنان بأن تتخذ الأطراف كل الخطوات اللازمة لضمان عدم إلحاق الضرر بالمدنيين والسماح بدخول مراقبي الأممالمتحدة إلى بلدة الحفة فورا. وذكرت بعثة مراقبي الأممالمتحدة في بيان، أن المراقبين الدوليين أفادوا عن حدوث قتال عنيف في مدينتي الرستن وتلبيسة شمال مدينة حمص مترافقا مع إطلاق المدفعية وقذائف الهاون، فضلا عن إطلاق نار من المروحيات والمدافع الرشاشة والأسلحة الخفيفة، وأشارت إلى أنه يمكن سماع دوي القصف بالمدفعية الثقيلة وإطلاق النار من أسلحة رشاشة ورؤيتها فوق حي الخالدية في وسط مدينة حمص التي تلقت البعثة تقارير عن حصار عدد كبير من المدنيين، بمن فيهم نساء وأطفال داخلها، موضحة أنها تحاول التوسط من أجل إجلائهم. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين، إن «الولاياتالمتحدة تنضم إلى الموفد الدولي كوفي عنان للتعبير عن قلقها حيال المعلومات التي تصل من سورية وتتحدث عن استعداد النظام لمجزرة جديدة»، وأضافت نولاند «نحرص على تذكير الضباط السوريين بإحدى العبر التي تعلمناها في البوسنة، المجتمع الدولي يستطيع تحديد الوحدات المسئولة عن الجرائم ضد الإنسانية وستحاسبون جميعا عن أعمالكم». وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الجيش السوري قصف بالمدفعية مدينة الرستن في محافظة حمص ومناطق أخرى في محافظة إدلب وبلدة العشارة في محافظة دير الزور واندلعت مواجهات عنيفة في هذه المحافظات بين قوات النظام ومقاتلين معارضين شنوا العديد من الهجمات. من جهته اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الأسد باعتماد سياسة تهجير قسري على أسس طائفية، وجاء في بيان صادر عن المجلس الوطني، أن «النظام السوري، مطمئنا إلى ضعف وتردد الموقف العربي والدولي، يتمادى في تصعيد سياسة ترويع وإرهاب السوريين إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ انطلاق الثورة السورية، ويخص مدن حمص والحفة ومحافظات إدلب وحماة ودمشق ودرعا بأبشع أنواع التنكيل الوحشي لتنفيذ سياسية تهجير قسري على أسس طائفية»، وقال الرئيس الجديد للمجلس عبدالباسط سيدا إن النظام يسيطر فقط على بعض الأزقة والشوارع في دمشق، داعيا الرئيس بشار الأسد إلى التنحي عن منصبه وتسليم صلاحياته لنائبه فاروق الشرع.