لم تستطع كرة القدم السعودية النهوض من كبوتها منذ سنوات طويلة وأصبحت الإخفاقات الدولية بل وحتى القارية وصمة معتادة أوصلت المتابع إلى حالة متناقضة بين الحزن على ماض وانتقاد لحاضر وفي بعض الأحيان تندر على مستقبل. رغم كل شيء فإن التقوقع داخل حلقات اللطم والنواح لن تجدي نفعا مالم تقترن بتشخيص دقيق لواقع الحال ومن ثم الانطلاق نحو إيجاد الحلول الناجعة بواسطة خبراء حقيقيين ليس بالضرورة أن يكونوا روادا لبرامج (السمر) في القنوات الفضائية والتي تشكل أطروحاتهم من وجهة نظري مجرد تحريك للمياه الراكدة لا غير. لقد أرجع كثيرون أسباب انحدار الرسم البياني للكرة السعودية إلى عدم الاهتمام بالقاعدة والتقشف في إعداد المنتخبات السنية وهذه الافتراضية حقيقة قائمة لا غبار عليها رغم مانراه اليوم من مسابقة القائمين على شؤون الرياضة الزمن لمقارعة منتخبات كنا نعدها من فئة (الكمبارس) ولكنها أضحت اليوم رقما صعبا في سماء العالمية وغدت لأفئدتنا بعبعا نتحاشى ملاقاته. كنت اتمنى من أصحاب القرار ومنذ زمن مبكر الاستعانة بالخبرات العقلية الرياضية اليابانية واستنساخ تلك التجربة بما يتناسب مع مجتمعنا ومقدراتنا وذلك عوضا عن (التعقيدات) التي مورست وأهدرت الكثير من الوقت والمال وأعادتنا إلى مراكز (مخجلة) جعلت من (تشافي) يتخذنا مطية للتشفي! من وجهة نظري فإن أكبر التحديات التي تواجه خطة إعداد الفرق السنية تتمثل في إعادة آلية اختيار اللاعبين المستجدين من ناحية المواصفات البدنية والتكوين الجسماني والعضلي وعدم الركون إلى العنصر المهاري فقط وهذا ما نلمسه في المنتخبات الآسيوية المتطورة والتي أزالت فكرة اللاعب القزم النحيل واستبدلتها بالعملاق المكين، وفي نفس السياق يبرز إلى السطح مسألة إسناد مهمة تدريب النشء إلى مدربين وطنيين لا نشكك أبدا في قدراتهم ولكننا نؤكد بأن هذه المرحلة تتطلب كوادر تدريبية أكثر تمرسا ودراية باحتياجات هذه الفئة من ناحية التأهيل البدني، المهاري، الذهني والنفسي مما يحتم الاستعانة بأطقم تدريبية عالمية متخصصة في هذا المجال للإشراف على مستقبل الكرة والتخلي عن النظرية المزمنة (المدرب الوطني أولى بناشئنا)! SMS @ بين اليد والقدم هنالك قلب ينبض وفي جل ملاعبنا هنالك لاعب (أهلاوي) يركض، نهائي كأس اليد اليوم بين الوحدة ومنافس الكل (الأهلي)، فيا ترى هل الكراهية للأهلي كما ذكر جهلاء بسبب إعلامه أم لأن الأهلي (نادي) خلق منافسين في كل الاتجاهات والميادين ؟.