خصصت وزارة الشؤون الأسلامية مكاتب للنساء، وافتتحتها الشهر الماضي، وذلك بغرض منحهن خصوصيتهن عند مراجعتهن للوزارة يطلبن خدماتها، بعيدا عن اختلاط الرجال، وتيسيرا لأمورهن الشخصية من قبل نساء مثلهن ودون تحرج.. «عكاظ» زارت المكاتب والتقت المراجعات والموظفات وخرجت بالتحقيق التالي: إدراة متخصصة ما أن وصلنا وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. اتجهنا صوب المكتب المعني والذي خصص للنساء، وعند ولوجنا إليه وجدناه مزدحما بالمراجعات إلى جانب 6 من الموظفات، وعلمنا أنه ومنذ بدء أعمال المكتب راجعته 25 امرأة ، كل على حسب حاجاتهن فمنهن من تأتي لطلب وظيفة موسمية في مسجد يكون واقعا تحت إدارة الأوقاف، ومنهن من تطلب مراجعة في أوقاف تخصها خيرية كانت أو للاستثمار. أما المكتب نفسه الذي يقدم خدماته، يتكون من ست موظفات معظمهن من حملة الشهادة الثانوية والمتوسطة، ولكن دعمتهن الخبرة الطويلة في مجال العمل في المساجد، فقد كنا مراقبات على أبواب المساجد لأكثر من 23 سنة وتحولن إلى إدارة نسائية متخصصة في خدمة بنات جنسهن، في ظرف شهر حيث شملهن الأمر الملكي بالتثبيت على وظائف من المرتبة الثانية إلى الخامسة . نستقبل الطلبات بداية تحدثنا إلى عهود القوفي، وسألناها عن كيف يسير العمل؟، فقالت «نحن بدأنا منذ شهر تقريبا، ونقوم باستقبال المراجعات بعيدا عن مقر الرجال، حيث نتسلم من المراجعة أوراقها، ونعمل على مراجعته وتصنيفه، لتسليمه إلى الإدارة، كما نستقبل كذلك طلبات الوظائف الرسمية، أو الموسمية في المساجد التي هي تحت إشراف الأوقاف، مثل أبيار علي، الخندق، وقباء، والقبلتين، فنتسلم الطلب من المتقدمة ومعه ملف مكتمل الأوراق، وبدرونا نعمل على رفعه إلى الإدارة العليا». يطلبن الوظائف وأكدت القوفي أن أغلب المراجعات للقسم طالبات وظائف، ومنهن من تأتي لطلب مسكن من الاستثمار الخيري الذي تشرف عليه الأوقاف، والنساء اللائي يردن تسليم مسجد للأوقاف أو ملك خاص منزل أو عمارة تضعها للوقف مدى الحياة، ويكون عائدها للفقراء والمساكين لتشرف عليها الوزارة، مشيرة إلى أن هناك قسما خاصا عند الرجال يتولى هذه المجالات بالتفصيل، وأضافت «نحن هنا نستلم ما تطلبه المراجعة ونكفيها مخاطبة الرجال ونوصل مطلبها إلى القسم المختص، لمتابعة أوراق معاملتها، حيث ان الذي كان سائدا في السابق أن المراجعة تأتي لقسم الرجال وتقابل أحد الموظفين لخدمتها إن كان ذلك للوظيفة أو للإسكان الخيري كل حسب مجال عمله، أما الآن فإنها تخاطب موظفة، حيث نعمل على استلام كل طلباتها ونفحص أوراقها ونفرزها ومن ثم نبعثها إلى قسم الرجال للجهة المختصة فيه نيابة عنها، أما في حال كانت المراجعة تطلب استفسارا محددا، فنحن نتواصل لها مع المسؤول ليجيب على استفساراتها، وهي موجودة في مكتبنا، وبعيدة عن مسامع الرجال، كأن تسأل عن الوقف الخيري مثلا، ربما لا نعلم نحن فنتصل مباشرة بالشخص المسؤول، ونوصلها بمن يجيب على سؤالها، فيخبرها بما هو مطلوب منها من أوراق، ونقوم نحن بتسليمها له. المكتبي مسؤولية وتؤكد الموظفة خديجة الشنقيطي، أنهن وجدن راحة كبرى في العمل المكتبي، مبينة بأنه يختلف كليا عن وظيفة المراقبة في المسجد، كونه مسؤولية ويحتاج إلى تركيز ومتابعة دائمة. أما الموظفة أم طارق فهي لديها خبرة لأكثر من 23 سنة، في مجال خدمة المساجد، وتوجيه الحجاج ، قالت «أنا سعيدة بهذه الوظيفة التي تحصلت عليها بعد معاناة طويلة». وتقول القوفي إن جميع الموظفات سعيدات بفكرة وجود قسم نسائي، خاصة بخدمة النساء اللائي حيث كن في السابق يتحرجن كثيرا عندما يراجعن أوراقهن في مكاتب الرجال، وقد سرهن التعامل معنا، كما أن لدينا عملا ميدانيا في مواسم العمرة، وأحيانا يكون دوامه مسائيا. جولات ميدانية واستطردت القوفي «نحن قسمن العمل فيما بيننا، حيث تنزل للشارع اثنتان منا كل شهر، وفي الصباح تبدأ الجولة التفقدية للمساجد، حيث اننا مسؤولات مسؤولية كاملة عن كل شيء في المسجد، من فرش أو تكييف. وندون ملاحظاتنا في تقرير ونسلمه للمشرف المختص، وهو من يخاطب المسؤول هناك في تلك المساجد، وعند نزولنا للجولة الميدانية لابد لنا من ارتداء شعار العمل الرسمي لنا. الأول على مستوى المملكة ومن جهته أوضح الدكتور محمد الأمين الخطري مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية في المدينةالمنورة، ان افتتاح الفرع جاء بتوجيهات من مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ، الذي حرص على أن يقدم القسم خدمات متميزة للنساء في المدينةالمنورة، موضحا بأنهم ثبتوا كل النساء اللائي كن يعملن في بند الأجور، لافتا إلى أن الفرع يعتبر الأول على مستوى المملكة.