تزداد أهمية المسجد يومًَا بعد الآخر، وهناك من يرى وبصريح العبارة أن كل مسجد لو قام بدوره لما احتجنا لمكاتب الدعوة والإرشاد المنتشرة في المحافظات المختلفة، ولاستفدنا من جهودها في تطوير المسجد وعمله. وهو ما يراه الخبير الدعوي الدكتور مسعود بن محمد القحطاني المدير العام وعضو مجلس إدارة المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بجدة وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم الدراسات الإسلامية وعضو كرسي الأمير سلطان رحمه الله لأبحاث الشباب والحسبة في حواره ل «المدينة» يمارس هذه المهمة لأكثر من ثلاثة عشر عامًا وهو يعمل في العمل الدعوى، حيث عمل متعاونًا، لكن إحجام وابتعاد كثير من أفراد المجتمع عن العمل الدعوي شجعه إلى تخصيص جزء من وقته للدعوة، التزم بدوام الفترة المسائية مع مكتب الدعوة والإرشاد، يناشد جميع أفراد المجتمع بالمساهمة في الأعمال التطوعية مع الجهات الخيرية ويعتبر عدم وجود الكوادر الجيدة أكبر عائق أمام الجهات الخيرية، مؤكدا أن العمل الخيري والدعوي والتطوعي لا يكتب له النجاح ما لم يكن احترافيًا، ويضيف أنه لو قام كل مسجد بدوره الصحيح لما احتجنا لمكاتب الدعوة والإرشاد، لان طاقات المتعاونين سوف تستثمر داخل المسجد وأن المنشط الحقيقي للتعاون هو المسجد، ونسعى إلى تحويل المناشط الدعوية داخل مكاتب الدعوة إلى المساجد. ويقول للأسف أن ثقافتنا حولت المسجد إلى دار للعبادة فقط برغم أن مسجد النبي صلّى الله عليه وسلم كان مكانا لعقد الاجتماعات وإصلاح ذات البين وكانت الجيوش تسير منه وكان صلّى الله عليه وسلم يستقبل الوفود في المسجد فنحن حجمنا المسجد وأنشأنا المؤسسات الأخرى التي تقوم بدوره فهذا عبء على وزارة الشؤون الإسلامية وعبء أيضا على أصحاب الفكر بان يدعموا الوزارة بالأفكار الصحيحة التي توطن هذه المناشط داخل المسجد فنحن لنا دور في ذلك ونسعى إلى تحقيقه ونسأل الله عز وجل ذلك. ويشير إلى أن عدد الشباب التائبين يبلغ عددهم ثلاثة آلاف شاب وأن حماس المتبرعين للبرامج التوعوية والتربوية ضعيف كما أن الشركات والمؤسسات تعتبر تغذية البدن أكثر أهمية من تغذية الروح، وذكر أن لديهم 42 مركزا نسائيا بها 5000 طالبة يتعلمن أساسيات العلوم الشرعية وأنهم يستهدفون أفراد المجتمع من خلال أفراده وقربهم منهم هو المباشرة الحقيقية والعاملين لديهم 70% متطوعون و30% موظفون وظائف ادارية. فيما يلي نص الحوار: * ما المكاتب التعاونية وما الدور الذي تقوم به؟ هي مؤسسات خيرية تمثل الذراع الخيرية لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وتقوم بالمهام التي تناط بدعاة الوزارة لان الدعوة ليست وظيفة رسمية مخصصة بل هي مهمة كل مسلم ففيها الأطباء والمهندسون والعسكريون والمعلمون وكل من لديه رغبة في المساهمة في برامج الدعوة. ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تحتاج إلى مكاتب دعوية تضبط العمل الدعوي وترعى أنشطة الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات. فمكاتب الدعوة والإرشاد تتناول البرامج التي تتناسب مع العرب عموما «المواطنين والمقيمين» وبرامجها على حسب الأقسام الموزعة حسب شرائح فئات المجتمع. القسم الشبابي * ما هذه الأقسام وما دور كل قسم؟ أولًا لدينا القسم الشبابي المهتم بشريحة الشباب في المرحلة الثانوية إلى ما بعد الجامعة لأن هذه الفئة تحتاج لعناية خاصة في وقت أن التغريب بدا يأخذ مجاله في صفوف الشباب، وهنا الشباب يحتاج إلى نصير وربط بدين وبالله عز وجل فنحن نحاول أن نردم الفجوة التي بين الشباب والتدين بتوضيح الصورة الصحيحة عن الدين الصورة التي لا تجعل الشاب يبتعد عن دينه فمن هذه البرامج «الجلسات الشبابية» التي بلغ عدد جلساتها ثلاث عشرة جلسة، تستهدف جمع الشباب غير الملتزمين وكنا قديما نطلق عليها مسمى شباب الأرصفة لأنها صفة وطبيعة الشباب المستهدف ثم غيرنا الاسم بعد أن رأينا انه غير لائق إلى مسمى لجنة استقطاب الشباب فهذه اللجنة تعمل على لقاءات أسبوعية للشباب وتبدأ هذه اللقاءات من الساعة العاشرة إلى الواحدة بعد منتصف الليل لان هذه الفترة هي التي ينشط فيها الشباب، أما وقت العصر فلا يحضرها أحد وهي عبارة عن جلسة إيمانية توضيحية لمفاهيم الدين لكي يقتنع الشباب بالعودة إلى الله عز وجل، فهذه الجلسات يحضرها مجموعة من الشباب الذين يتعاطون المخدرات وغير المحافظين على الصلاة ومن لديهم مشكلات أسرية مع أهلهم وكانت نتائجها ولله الحمد إيجابية وهناك مجموعة كبيرة ممن يتعاطون المخدرات تركوها وانخرطوا مع الشباب في الدعوة ومجموعة ممن لا يؤدون الصلاة أصبحوا محافظين على أدائها. وهناك شباب لديهم عقوق الوالدين، وقطع صلة الرحم تم أصلاحهم والتوسيط بينهم وبين أرحامهم. * لم نر 13جلسة التي تحدثتم عنها لذا نود أن نعرف أين تقام؟ الجلسات موجودة داخل الأحياء فهي تقام في الحدائق أو الملاعب الموجودة في الأحياء وكانت احدى هذه الجلسات على البحر بجانب السقالة واستمرت فترة طويلة لكننا وجدنا أن تأثيرها ضعيف في الشباب لأن ذهن الشباب مشوش بالبحر والنزهة فتحولت إلى حي النهضة داخل احدى الحدائق العامة المفتوحة فالجلسات دائما تكون في الأماكن العامة المفتوحة داخل الأحياء أما البرامج التربوية فتكون داخل المندوبيات التابعة لمكتب الدعوة والإرشاد. * كم هي أعداد العائدين إلى الصلاة والمقلعين عن المخدرات؟ لدينا إحصاء شهري لكل جلسة وخلال السنتين الماضيتين وصل عدد الشباب التائبين ثلاثة آلاف شاب، هؤلاء الشباب تم الوصول إليهم وتحسين علاقتهم، اما مع المساجد أو أرحامهم أو انتشالهم من المخدرات. الثلاثة آلاف شخص هؤلاء كانوا في مرحلة التوبة بعدها أتت مرحلة ما بعد التوبة وهي مرحلة خطيرة مرحلة التربية على ماذا نربي الشاب التائب فهنا نحتاج إلى مجموعة من المربين المتدينين الذين يوجهون إلى الإسلام الصحيح الوسطي. فلدينا محضن ومجموعة من المربين التربويين الصالحين، كما نؤمن لكل تائب رفقة صالحة ومجموعة طيبة يمشي معها ويقضي وقت فراغه بينهم لكي لا يعود إلى الرفقة غير صالحة وينتكس مرة أخرى. * هل هناك تعاون بينكم وبين المسؤولية الاجتماعية داخل الشركات والمؤسسات؟ التعاون موجود ولكنه ضعيف والمسؤولية الاجتماعية داخل الشركات والمؤسسات يعتبرون أن تغذية البدن أكثر أهمية من تغذية الروح فهذه المشكلة موجودة حتى لدي الجمعيات الخيرية التي تهتم ببناء الإنسان فبناء الجانب الإنساني يجب ألا يقل أهمية عن بناء الجانب الجسدي فللأسف المسؤولية الاجتماعية لدى الغرفة التجارية والمؤسسات والشركات لا اهتمام لديهم في التبرع والمساهمة في البرامج التي تهتم ببناء الروح لدي الإنسان. القسم النسائي * حدثتنا عن القسم الأول لديكم قسم الشباب فما القسم الثاني؟ القسم النسائي هو القسم الثاني لدينا وهذا القسم يهتم بالعمل الدعوي الشرعي للمرأة وتنفذ برامجه من خلال المدارس والمراكز النسائية للعلوم الشرعية فلدينا 42 مركزا نسائيا يعلم النساء أساسيات العلوم الشرعية وتدرس فيه السنة النبوية وسيرة الرسول صلّى الله عليه وسلم وعلوم الدين الضرورية وهذه المدارس تحت اشراف القسم النسائي التابع للمكتب ويلتحق بهذه المراكز 5000 طالبة وتتراوح أعداد المعلمات والداعيات داخل هذه المراكز من 4 داعيات إلى 15داعية فالعدد يحكمه حجم ونشاط المراكز. * هل تعتقد أنكم وصلتم إلى أفراد المجتمع وأصبحتم في مباشرة حقيقية معه؟ نعم يثبت ذلك عدد الخمسة آلاف طالبة ويثبت ذلك أيضا عدد الطلبات المقدمة بفتح مراكز نسائية وتجاوز عدد الطلبات لدينا سبعة عشر طلبا لكن هذه الطلبات موقفة إلى أن نضمن وجود الكوادر الجيدة التي سوف تعمل بها لأن الإقبال أكبر من طاقتنا، فحتى جلسات الشباب لدينا طلبات بفتح جلسات اضافية لكننا موقفون افتتاحها لأن لدينا قناعة تامة أن لا نفتح أي جديد قبل أن نخرج ما لدينا بجودة عالية لان إتقان العمل وجودته أهم من قضية التوسع. ونعاني كثيرًا من عدم وجود الكوادر البشرية الجيدة لأننا لا نقبل أن يباشر أحد معنا العمل رجلًا أو أمرآة إلا ولديه مقدرة كاملة على عملية التربية ويكون لديه الفهم الصحيح للإسلام متوسط الفكر يقدم الإسلام بصورته الصحيحة السمحة بدون أن يكون لديه غلو أو تمييع لديننا لأننا نمثل وزارة الشؤون الإسلامية فلكي تحصل على النوعية الجيدة من المربين قد يكون لدينا شح إلى حد كبير بالإضافة إلى أن كثيرا ممن تنطبق عليهم الشروط والايجابيات لديهم ارتباطات وأعمال أخرى وغير متفرغين لنا بسبب ظروف الحياة وضغوط المعيشة والمجال الوظيفي لدينا بالمكتب محدود وهذا يفقدنا الكثير من الطاقات الجيدة والمتطوعون لدينا 70% والموظفون 30% في وظائف إدارية تحتاج إلى موظف متفرغ فالمكتب هو مكتب تعاوني تطوعي. العقبات لدى النساء * هل توجد عقبات أمام النساء للحضور؟ العمل مع المرأة يختلف عن العمل مع الرجل نحن عندما أقمنا احدى الدورات للمستفيدات وأردنا أن نقيمها في إحدى القاعات الصغيرة وجدنا العدد يتجاوز 500 امرأة مما جعلنا نلجأ إلى استئجار قاعة كبيرة ووجدنا أننا نحتاج إلى 30 باصا لنقل النساء لأننا وجدنا ان عائق المواصلات أمام النساء عائق كبير فوسيلة التنقل هي أحد العوائق للنساء لكننا نتغلب عليها دائما ونوفر لهن باصات. ونحن في حاجة إلى الدعم في هذا الجانب ليتوفر لدينا أسطول للنقل. أما العائق الثاني فهو عائق الوقت فالدورات النسائية يجب أن يكون وقتها من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء خلال أيام الأسبوع أو يوم الخميس في الفترة الصباحية. فهذه لا نعتبرها عقبات لأنها طبيعة المرأة السعودية ربة المنزل وراعية الأسرة ونسعى دائما إلى تكييف برامجنا النسائية مع طبيعة المرأة لدينا. * هل لديكم برامج أخرى للنساء؟ لدينا برامج الداعيات للنساء وهو تطوير وتأهيل 200 داعية داخل جدة ولدينا برنامج هو داعية المستقبل يستهدف استقطاب 200 فتاة جامعية لإعدادهن ليكونن داعيات في المستقبل إن شاء الله والبرنامج مدته سنتان فهو برنامج تثقيفي شرعي مهاري دعوي لدينا مواصفات لاختيار الداعيات أو المتدربات ولعل أبرزها وجود الرغبة للمشاركة في برنامج الدعوة والالتزام بالمواعيد لان التخلف عن الحضور يضعف قدرات الداعية المتدربة فنحن لو استقطبنا 100 فتاة وأهلنا منهن وخرجنا 20 فتاة تعتبر مكسبا كبيرا لنا وللدعوة لان العمل مع النساء تتخلله إشكاليات كبيرة في المواظبة والانتظام لان حضورها يكون أمامه بعض العوائق. * ما دوركم تجاه المسجد؟ لدينا مشروع المسجد النموذجي ففكرته جاءت في كيف تستطيع أن تدعم إمام المسجد والمشرف عليه (الناظر) فنحن نساعدهم بكامل معايير المسجد النموذجي لأننا وضعنا 25معيارا للمسجد النموذجي فإذا حقق معظم هذه المعايير يعتبر أنه مسجد نموذجي، وليس لدينا صورة مثالية لان كل مسجد يختلف عن الآخر. والمعايير بعضها يتعلق بالإمام وكفاءته وقدرته على الخطبة وتأثيرها وقربه من الناس وتواصله معهم والمعايير الأخرى تتعلق بمرافق المسجد حيث يكون في المسجد مرافق لتحفيظ القرآن ومكان لالتقاء أهالي الحي ومواقف السيارات ومغسلة للأموات ويكون موجود ملحقات للبرامج النسائية ومعايير تتعلق بالأنشطة ولعل أبرز هذه الأنشطة دور المسجد وعلاقته بالمصلين وأهالي الحي وهل هناك أنشطة يقوم بها المسجد. والخطوة القادمة لدينا إن شاء الله سوف تكون للتشجيع والتحفيز وسوف نقوم بمسابقة للمسجد النموذجي فنحن نريد أن نعمل مع الستة المساجد لتطبيق المعايير وقياس نجاحها ثم نضع عليها مسابقة على مستوى محافظة جدة وتكون برعاية قوية ومحفزة للمشاركين وسوف نحرص على أن تكون الجائزة الكبرى لهذه المسابقة تتجاوز مئة ألف ريال والجائزة الصغرى لا تقل عن خمسين ألف ريال وتكون هذه الجائزة للتحفيز وبإشراف مباشر من إدارة المساجد في محافظة جدة. ولدينا سلسلة برامج للدروس والمحاضرات التي تقام داخل المساجد فبرامجنا تتعلق بالدورات والمحاضرات العلمية الشرعية التي تقام داخل محافظة جدة داخل المساجد والدوائر الحكومية. * لماذا إلى الآن لم يتم تطوير القاء المحاضرات داخل المساجد؟ لدينا قصور كبير وهذا كله سبب عدم القدرة المالية لا يوجد لدينا حساب على التويتر ولا على الفيس بوك لأننا لم نجد الأشخاص المحترفين في ذلك والمتطوعين لأننا نحتاج إلى أشخاص محترفين في الرد لأنه سوف يصلنا كم هائل من الاستفسارات لان الناس متعطشة كما يجب أن يكون لدينا كادر متفرغ لحل مشكلاتنا فنحن استعضنا عن هذه الصفحات بالشباب لدينا وعلاقتهم الشخصية فكل لجنة تقوم بطريقتها بتواصل مع الناس من خلال الإعلام الجديد ووجدنا أن هذه الطريقة ناجحة كثيرا ونحن نحتاج إلى إيجاد قسم مختص بذلك والإعلام الجديد ووسائله المتعددة بديل ناجح جدا للوسائل القديمة. فكما ذكرتم أن نخرج بدعوة من المساجد إلى الأماكن العامة هذا صحيح فنحن أمامنا الأسواق لكن الإجراءات الإدارية تقف عائقا أمامنا برغم أن أصحاب الأسواق يرحبون بنا كثيرا والبعض منهم يتمنى أن يقيم برامج دعوية ويتكفل بجميع الأعباء المالية فقلد استعضنا عن البرامج داخل الأسواق بالملتقيات مثل ملتقى البحر الصيفي الذي يعتبر مشروعا من مشروعات المكتب التعاوني فهو مشروع ينزل للناس ويخاطب جميع شرائح المجتمع التي لم نصل لهم من خلال المسجد وهناك أيضا خمسة ملتقيات تنفذ داخل الأحياء على مدار العام فالوسائل القديمة لم نتخل عنها لان تأثيرها مازال موجودا ومستمرا برغم وجود الإعلام الجديد فيجب طالما لدينا وسيلة تكلفتها قليلة ولها تأثير ألا نتخلى عنها وسوف نحافظ على الوسائل النمطية ونسعى إلى الوصول إلى الوسائل الحديثة فهذا الجانب يحتاج إلى جانب مالي وكادر جيد وأنا أعتبر عامل الكوادر أهم من الجانب المالي لان الكادر الجيد يأتي بالمال والدعم فمشكلة الكادر تقف عائقا أمام الوزارات والدوائر الحكومية وأمام الدول أيضا فنحن في حاجة إلى كادر دعوي يقوم بمثل هذه الأعمال. * كيف يتم اختيار المتطوعين وتقييمهم والابتعاد عن الفئة المتشددة والمميعة للدين؟ نحن نحرص أن نقوم الإسلام بالصورة الصحيحة والجميلة فسنة النبي صلى الله عليه وسلم هي المنهج الوسطي فمن غلا في السنة فهذا شخص متشدد أما من ميع السنة وتساهل فيها وأباح للناس المحرمات وخفف عليهم شدة وطئها فهذا مميع ومميت للدين، فهذا للأسف موجود في الإعلام هذه الأيام ففيه واجبات في الدين أصبحت مكروها أو مباحة بدعوة الانفتاح مع العالم فلو دخلنا مع هذا الباب لوجدنا ترحيبا كبيرا لنا في الإعلام الجديد لان الإعلام يبحث عن الشخصيات التي تظهر الدين بهذه الصورة وهي جناية على الدين مثلما يجني المتشددون على الدين. فمنهج النبي صلى الله عليه وسلم هو المنهج الوسطي الذي يجب أن نحترمه لذلك من يصدر من الشباب والنساء على فتاوى العلماء داخل المملكة والمستنيرين با لأفكار فهؤلاء يمثلون الشريحة المنفتحة الجيدة المتأصلة بالعلم الشرعي الحقيقي والمنطلقة من الكتاب والسنة والمنفتحة على العالم ونحاول ان نستفيد من جميع التجارب الداخلية والخارجية. * ما مدى تأثير الأشخاص المميتين أو المميعين للدين والمتساهلين وهل وجودهم أصبح عائقا أمامكم؟ دعاة التمييع في الدين والتساهل حصلوا على مكاسب كثيرة من رجوع بعض الناس إلى الفسق والضلال، فبعض الناس أصبح بدل أن يمارس المعصية وهو يتأثم يمارسها دون تأثم، فهذه ليست جناية على الشباب وإنما جناية على الشريعة نفسها وعلى الدين فالشاب والفتاة يرغبان ويبحثان عن الخروج من تأنيب الضمير وممارسة مثل هذه الأعمال. فوجود مثل هؤلاء الدعاة ليس بعائق أمامنا لان أفراد المجتمع يميزون بين الداعية المنطلق من أصول والداعية المنطلق من تسهيل لكن من يبحث عن مبرر يجده يبحث عن مثل هؤلاء الدعاة لكي يحملهم المسؤولية أمام الله عز وجل وأن ممارسة هذا العمل بناء على فتوى فلان فالفتاوى التي تجني على الشريعة يتحمل صاحبها المسؤولية أمام الله عز وجل. * كم كانت نسبة النجاح التي حققتموها من خلال بطاقة الأداء؟ المكتب حقق من خلال بطاقة الأداء المتوازن نسبة 88% من أهدافه فكان لدينا مشروعات تجاوزت نسبة النجاح فيها 90% ومشروعات أخرى لم تتجاوز 60% ولعل أبرز المشروعات التي تعثرنا فيها هو تأهيل الأئمة والخطباء ونجحنا نجاحا كبيرا في برامج الشباب وحققنا نجاحا متوسطا في البرامج النسائية. ولقد حددنا ثمانية أهداف رئيسية للمكتب كان من أبرزها دور المكتب كمؤسسة لتفعيل الدعاة وشعارنا «العمل للدين مسؤولية الجميع».