10 مسارات لا تكفي لمراجعة صلاحية 1000 سيارة في اليوم، والحرارة وسوء الطقس المصاحب لزحام جدة لم يترك فرصة لأصحاب السيارات لالتقاط الأنفاس أمام محطة الفحص الدوري، تلك المحطة اليتيمة التي تخدم عشرات الآلاف من مختلف المركبات ولا جديد. إنشاء محطة فحص جديدة أو فروع لها في جدة من أمنيات أصحاب المركبات لكن مساعد مدير المحطة سالم محمد الزهراني يقول ل «عكاظ» إن إنشاء فرع ليس من اختصاص إدارته بل جهات أخرى موضحا بعض الالتباس في اعتقاد المراجعين أن المحطة تتبع المرور فالموقع يتبع شركة خاصة غير أن مهامها لا تتقاطع مع صلاحيات المرور. معاناة الفحص الدوري خرجت من الهمس إلى العلن فالرحلة إلى تلك المنطقة تقابلها حزمة من المشقة والعنت والتعب وسط جو مرتفع الحرارة وانتظار طويل على مسارات محدودة لعشرات المركبات فضلا عن قسائم ساهر ونهاية بالرسوب في اختبار الفحص والبدء في البحث عن معالجات طارئة للخلل غير المنظور في السيارة .. ومع كل هذا الركض يتولى فنيون الإصلاح واستنزاف آخر ما في الجيوب. لا مفر من تجديد الاستمارة في كل 3 أعوام لكن زبائن الفحص لا ينشطون إلا في مواسم الإجازات ونهايات الأسبوع ما يخلق زحاما موضوعيا في المكان ومع بداية موسم الإجازة يستغل كثير من أولياء الأمور، الفئة الأغلب، في مراجعة محطة الفحص ويعمدون إلى ذلك بسبب ارتباطاتهم الأسرية المتتالية ابتداء بتوصيل الأبناء والعمل وانتهاء بأعباء وأعمال المنزل. 10 مسارات «عكاظ» جالت في محطة الفحص الدوري شمال جدة ولامست معاناة المراجعين وخرجت بحصيلة من الملاحظات والمعلومات ويقول عمر بافقيه: وصلت مبكرا لفحص سيارتي قاصدا الخروج من المكان في وقت وجيز، لكن هيهات فالزحمة فاجأتني، وجدت أمامي العشرات وقد وصلوا من بواكير الصباح. أكثر المعاناة تتمثل في سوء الطقس وحرارته .. الموقع مكشوف لا مظلات ولا أجهزة تكييف. أغلب المراجعين وصفوا فحص جدة بأنه يتيم ويطالبون بفروع جديدة تخفف العبء على المحطة الأم فلا يعقل أن تخدم محافظة بحجم جدة محطة واحدة و 10 مسارات. نصائح غير مسموعة عبدالله الغامدي قال: لم أتوقع أن الفحص يرتبط بتسديد القسائم. فوجئت بذلك في اللحظة الأخيرة بعد انتظار دام لأكثر من ساعة، لم أكن في حاجة إلى مناقشة ساهر فاضطررت إلى سداد المخالفة. أما عبدالرحمن باسعيد وريان فكان من الذكاء بمكان حيث استبقا شروط الفحص الدوري وعالجا الخلل في سيارتيهما وتجاوزا الفحص بلا متاعب لكن غير العالمين ببواطن ونقاط تركيز الفحص الدوري فقد وقعوا في الفخ ورسبوا في الاختبار. ونصح باسعيد وريان أصحاب المركبات بالتركيز على الكوابح والكشافات الأمامية والخلفية ومساحات المطر والمساعدات ونسب الكربون. عثمان وعادل ومحمد عبدالشفيع وريان الفلسطيني (عمال ومعلمين في ورش تجاور منطقة الفحص الدوري في شمال جدة) قالوا أن كثيرا من الزبائن لا يعلمون قيمتنا إلا بعد رسوبهم في الامتحان وفشل عملية الفحص ( لو جاؤونا ابتداء لما رسبوا وانتظروا الساعات ). ويدافع أصحاب الورش الميكانيكية عن أسعارهم المفروضة وقالوا إن حجم السيارات يزيد في المواسم كما أن أغلبهم يرفضون النصائح تحت ادعاء أن مركباتهم جديدة ثم يعودون إليهم وقد كست وجوههم علامات الخجل بعد الفشل! مفهوم مغلوط مساعد مدير محطة الفحص الدوري في جدة سالم محمد الزهراني يرى أن كثيرا من المراجعين يعتقدون أن الفحص الدوري تابع للمرور أو تحت مظلته. والصحيح أن الفحص يتبع شركة خاصة لكنها شبه حكومية في إجراءاتها. وعن عدم وجود عدة أفرع للمحطة قال الزهراني: لا أستطيع الإجابة بشكل قاطع على السؤال، الأمر متروك أولا وأخيرا لأصحاب القرار اوأنا لست صاحب قرار، وظيفتي تتلخص فقط في إدارة الموقع. ويضيف الزهراني أن عدد السيارات التي تراجع الفحص يتجاوز في اليوم الواحد ألف سيارة تخدمها (10مسارات). صحيح هناك معاناة للمراجعين من طول الانتظار سيما في فصل الصيف لأن الأغلب يتحين الإجازات لإنجاز المهمة مع أنه كان في الإمكان مراجعة المركز في مواسم الهدوء.