تطرح الأزمة السورية على بساط البحث في اجتماعين لمجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، إذ يتوقع أن يقترح المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان في الاجتماعين تشكيل مجموعة اتصال جديدة تضم الدول الغربيةوروسيا والصين لإقناع نظام بشار الأسد ببدء حوار سياسي مع المعارضة، وذلك عشية اجتماع شارك فيه سمو الأمير سعود الفيصل وعدد من وزراء الخارجية العرب والغربيين البارحة في اسطنبول لبحث تكثيف الضغوط على النظام السوري لحمله على تطبيق خطة عنان. وبحسب دبلوماسيين في الأممالمتحدة فإن مجموعة الاتصال الجديدة التي ينتظر اقتراحها من قبل عنان في مشاركته في اجتماعي مجلس الأمن والجمعية العامة تضم المملكة وقطر وتركيا وإيران إلى جانب الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن «الولاياتالمتحدة، روسيا، فرنسا، بريطانيا والصين». وقال أحد هؤلاء الدبلوماسيين إن عنان سيقدم أفكارا جديدة لأن خطته «في الإنعاش». وأضاف «يجب إشراك روسيا في نوع من الاستراتيجية الانتقالية في سورية»، لافتا إلى اتصالات عدة أجريت مع موسكو في الآونة الأخيرة. ويأتي الاجتماع الذي عقد في اسطنبول البارحة بمشاركة الأمير سعود الفيصل ووزراء خارجية أمريكا هيلاري كلينتون، بريطانيا وليام هيغ، فرنسا لوران فابيوس، ألمانيا غيدو فسترفيله، تركيا أحمد داود أوغلو إضافة إلى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني، استعدادا لتأييد تحرك ملزم في الأممالمتحدة النظام السوري في إطار الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة كما طالب بذلك المجلس الوزاري للجامعة العربية في اجتماعه الأخير في الدوحة. وتزامن مع تلويح الإدارة الأمريكية أمس بتأييد اعتماد قرار أممي جديد استنادا إلى الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة إذا لم تظهر دمشق التزاما ملموسا بجهود المنظمة الدولية لوقف العنف، أي خطة عنان. وبحسب خطاب ألقاه وزير الخزانة تيموثي غيتنر أمام مجموعة العمل الدولية حول العقوبات على سوريو في اسطنبول أمس فإن الولاياتالمتحدة تأمل بأن تنضم جميع الدول المسئولة في اتخاذ خطوات اقتصادية مناسبة ضد النظام السوري، بما في ذلك، إن كان ضروريا، قرار من مجلس الأمن الدولي بناء على الفصل السابع. كما تزامن مع دعوة روسية صينية إلى عقد مؤتمر دولي جديد حول الوضع في سورية، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في بكين أمس إن هذا المؤتمر سيجمع الأطراف التي تمارس نفوذا فعليا على مختلف مجموعات المعارضة السورية، أمثال تركيا وإيران والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن الدولي. لكن كلينتون قالت إنها تتحفظ عن الأدلاء برأيها بشأن الاقتراح الروسي، مضيفة «من الصعب أن نتصور دعوة بلد ينسق عمليات نظام الأسد ضد شعبه»، إلى المشاركة في هذا المؤتمر في إشارة إلى إيران. وأعلن وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي أمام لجنتي الشئون الخارجية في مجلسي الشيوخ والنواب، أن «استراتيجية دمشق قد تفضي إلى إبادة في حال لم يتم التدخل سريعا». بينما اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن تكليف وزير الزراعة السوري تشكيل حكومة جديدة «يشكل هروبا جديدا إلى الأمام ومهزلة».