أوضح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل أن النظام السوري يناور ويماطل حيال خطة الموفد الدولي والعربي إلى سوريا كوفي عنان، داعيا الموفد الدولي إلى تقديم تقرير «واضح وشفاف» يدفع مجلس الأمن إلى اتخاذ «قرار حاسم». وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش الاجتماع الثاني للمجلس الاستشاري الأممي لمكافحة الإرهاب في جدة أمس «إن النظام السوري قبل المبادرة العربية وخطة عنان لكنه لم ينفذها، موضحا أن هذه طريقة من الطرق التي يستخدمها النظام لكسب الوقت».. وتابع القول: «لا أعتقد أن النظام يتعامل بأسلوب مختلف مع المبادرة الأخيرة لكوفي عنان فهو يماطل ويناور ولن يصل إلى اتفاق». وأشار الفيصل إلى أن عنان سيقدم تقريره خلال شهر أو شهر ونصف لمجلس الأمن، على أن يتخذ المجلس الموقف الحاسم لهذه المأساة وهي نقطة سوداء في جبين البشرية. وقال في معرض رده لسؤال «عكاظ» حول رؤيته للتدخل العسكري في سورية تحت البند السابع للأمم المتحدة إن الدول العربية لا تملك قرار التدخل العسكري، موضحا بأن الأوضاع الداخلية في بعض الدول العربية لا يسمح لها حاليا بتحقيق ذلك. وحول الوضع في طرابلس اللبنانية، أفاد أن ما يحدث هو امتداد لما يحدث في سورية، ونحن نلاحظ أن النظام السوري يحاول تصدير الصراع إلى خارج أرضه، مبينا في الوقت ذاته أن النظام السوري يريد تحويل الأزمة إلى صراع طائفي. وحول رؤيته لإنشاء منطقة عازلة أن المنطقة العازلة هي مسؤولية مجلس الأمن وهذا شيء نؤيده، بيد أنه قال إن الحل الحقيقي هو إعطاء الفرصة للمواطن السوري الأعزل للدفاع عن نفسه من العنف الذي يمارسه النظام السوري. وعن الوضع في اليمن أعرب الفيصل عن قلق المملكة من الأخبار المتنامية حول وجود الإرهابيين في اليمن، كما يقلق كل يمني وقال هو شيء لا نقلق نحن منه فحسب فالمهدد الأساسي هم الأخوة اليمنيون أنفسهم. لافتا إلى أن التعاون القائم بين المملكة واليمن مستمر وكذلك تعاون المملكة والعديد من الدول في هذا الإطار مستمر وسيستمر مستقبلا. وعن إيران ونواياها وإن كان هناك تراخ عربي حول سوريا، قال الأمير سعود الفيصل «منذ زمن لا أتطرق لنوايا إيران لأني لا أعرف ولا أظن أن هناك أحدا يعرف هذه النوايا بالتحديد، لكن بدون شك الموقف الإيراني تجاه سوريا وما يحدث في سوريا يتعارض كليا مع كل ما تبديه إيران من الحرص على الشعوب وحرية الشعوب وعدم اضطهاد الشعوب وعدم ممارسة العنف ضد الشعوب، على سبيل المثال نأخذ الموقف في البحرين وذلك موقف مخالف بالنسبة لسوريا بينما إذا حسبنا كم الضحايا في البحرين وكم الضحايا في سوريا لا يمكن المقارنة بين الوضعين فهذا أمر واضح، أما التراخي في مواقف الدول العربية لم ألاحظ هذا التراخي إلا إذا ذكرت لي أنه صدر عن الدول العربية بيان أو تصريح يعبر عن التراخي عن الوضع في سوريا وآخر لقاء كان لمجلس الجامعة بالأمس في قطر واتخذ قرارا حول هذا الموضوع وأود أن ترجع لهذا القرار لتقيم إذا كان هناك تراخ». وتطرق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جانبه في المؤتمر إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في إطار الحل السلمي الخاص بالمبادرات العربية، وكذلك الجهود الكبيرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين في هذا المجال من أجل إحلال السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، وتناول بان كي مون الأوضاع في سوريا قائلا «إنها ليست مستقرة وهناك الكثير من القلق والاضطرابات»، داعيا أعضاء الهيئة الدولية والمجتمع الدولي إلى دعم جهود السلام والتوصل لحلول ناجحة. ونوه الأمين العام للأمم المتحدة بالدور الذي يقوم به المبعوث الخاص إلى سوريا كوفي عنان، واصفا الوضع هناك بالصعب وأن هناك تنديدا بكل المذابح، متهما الحكومة السورية منذ البدء بالتوصل إلى القرار الخاص بسوريا، وقال «هناك محاولات تبذل من أجل التوصل إلى حل للأزمة»، مشيرا إلى الانتقادات التي وجهت للموقف الروسي، وإنه إذا ما تواصل هذا الوضع فإن من شأن ذلك أن يؤدي إلى الإضرار بالوضع الإنساني هناك، مشيدا بجهود ودعم المملكة لما تقوم به الأممالمتحدة بشأن الوضع في سوريا. وبخصوص الوضع في اليمن، قال مون «بالنسبة للجهود التي بذلت منذ تنحي الرئيس صالح والقيادة السياسية الجديدة عقدنا معها اجتماعات في اليمن والمبعوث الخاص بن عمر والمملكة يقومون بدور أساسي في اليمن للدفع بالحلول السياسية في البلاد، والواقع أن المملكة ستواصل دعمها لهذا المسار حتى تتوصل كل الأطراف للحلول المناسبة».