الذي حدث من قتل للأطفال في «الحولة» السورية أصاب كل شعوب العالم بالصدمة والحزن عدا النظام الحاكم في سوريا، فهو يرى بأنها تكتيك حربي وخطة من خطط الحرب التي قد تبقيه لأطول وقت ممكن على كرسي الحكم، كل الحروب التي حدثت على مر التاريخ لم تضع قتل الأطفال ضمن خططها أو حتى تفكر بذلك، لم يحدث ذلك منذ خلق أبونا آدم عليه السلام عدا أحداث لاتكاد تذكر كانت تحت مسمى حرب تطهير عرقي، بشار الأسد وزبانيته لايعرفون أنهم بارتكاب مذبحة الأطفال يثبتون للعالم أنهم يقودون حربا للتطهير العرقي وليست حكومة تقود بلدا وتحرص على أمنه، جميع الأعذار التي قالتها الحكومة السورية لتبرير هذه المذبحة النكراء تدينها أكثر من أن تدفع ببراءتها، الحكومة التي لا تستطيع المحافظة على الأرواح البريئة هي حكومة ضعيفة وهشة لا تستحق البقاء يوما واحدا في قيادة دفة بلد مثل سوريا، عرفنا الحكومة السورية منذ عشرات السنين، والتي أحالت البلد إلى بلد استخباراتي يعيش فيه الأخ متوجسا من أخيه، تفعل به الاستخبارات ما يحلو لها دون وازع أو ضمير، هدم المساجد وقتل الأطفال يثبت بما لا يدع مجالا للشك أن بشار الأسد ما هو إلا ديكتاتوري ومجرم حرب إن لم يجد عقابه على أرض الميدان سيجد نفسه في قفص الاتهام الأممي ومطارد من قبل جميع دول العالم كمجرم حرب، كل الذين يدافعون عن النظام السوري تعرضوا لحرج بالغ بعد مذابح الأطفال في الحولة وبدأوا يخففون من لهجة تضامنهم مع نظام عسكري ديكتاتوري هالك لا محالة، لا يمكن أن يكذب التاريخ، فسقوط الديكتاتوريات حادث لا محالة، لم يستمر حكم ديكتاتوري دون أن يجد نفسه محاصرا بالانهيار والموت، التبريرات التي أطلقتها الحكومة الديكتاتورية في سوريا تدل أنها لا تحترم عقول الناس، ولا تقيم وزنا للضمير، لأنها تعرف تمام المعرفة أنها المسؤولة عن روح كل مواطن سوري، والأطفال الذين استشهدوا في الحولة لن تمر حادثة ذبحهم مرور الكرام، بل إنها قاصمة الظهر لنظام ديكتاتوري لا يقرأ تاريخ الدول الديكتاتورية جيدا ولا يريد أن يعتبر! [email protected]