اثبتت التظاهرات التي خرجت في مختلف مدن سوريا وحجمها الكبير اصرار الشعب على تغيير النظام وازاحة الأسد وحزب البعث من المشهد السياسي وهي تظاهرات تحدت آلة القمع الأمنية كتعبير عن تطور العمل النوعي للمعارضة السورية وقدرتها على حشد عشرات الآلاف من مختلف المدن وكافة الطوائف التي تسلط عليها الأسد وعصابته. من حق الشعب السوري ان يفتخر بصموده وقدرته الفذة على المواجهة في عزيمة واصرار رغم خذلان المجتمع الدولي لطموحاته وقضيته العادلة والذي دخل في نفق من المتاهات السياسية التي استدرجه اليها النظام السوري على أمل ان ييأس الشعب من الصمت الدولي ويصاب بالاحباط لكن ما حدث أمس من مظاهرات ضخمة يعطي مؤشرا قويا على فاعلية الشعوب اذا اصرت على تحقيق امانيها في التغيير والاطاحة بالديكتاتورية . كوفي انان الذي مضى للفخ المنصوب له سوف يكتشف ان رهاناته سوف تبوء بالفشل لأن الأسد ونظامه طوال أكثر من ثلاثة عقود مارس الخداع والتضليل وسايره العالم لمصالحه الخاصة لكن ساعة الحقيقة دانت وليس امام كوفي انان سوى الاعتراف بالفشل وبخداع الاسد له وكذلك على الدول التي تشكل درعا حامية للأسد ان تغير موقفها وتنحاز للشعب السوري في ثورته المجيدة لأن التاريخ سيكتب في صفحاته سطور الخزي والعار لادامتهم الحرب على الشعب النبيل وتشجيع الديكتاتور على الاستمرار في قتل شعبه ولعل روسيا التي صرحت أمس انها ارسلت سفنها الحربية لمراقبة الشواطئ السورية نقول ان مناصرتها للديكتاتور لن تدوم طويلا لشعب حفر مجرى نهر الحرية بدماء الشهداء الذين سقطوا على أيدي الاسد وزبانيته ومن العقم ان يستمر دعم نظام آخذ في الترنح امام شعب شجاع يهدر في صوت واحد بالحرية . استمرار التظاهرات بالوتيرة التي شاهدناها هو بمثابة اصرار على ان الزمن لا يتراجع للوراء وان القمع لن يجدي نفعا وعلى الجيش السوري ان يتخلى عن رئيسه الجبان والقاتل وان ينحاز للشعب في ثورته لأن حصاد الثورة على الابواب وفجر الحرية قادم.