ازدادت حدة الخوف والهلع في نفوس سكان وزوار ومصطافي محافظة الطائف لتبعيّات تفاقم أزمة المياه بالمدينة التي شلّت الموسم السياحي لهذا العام؛ حيث لجأ معظم السيُّاح والساكنين للتناوب مع أبنائهم في طوابير الانتظار باشياب المحافظة لساعات طويلة تجاوزت ال20 ساعة للحصول فقط على رقم كوبون الطلب للفوز بوايت ماء، ومن ثم الاصطفاف من جديد لدى أصحاب الوايتات. “شمس” عاشت المشهد المأساوي للهالكين من الظمأ وهم يتفيؤون رحمة الله في ساعات الظهيرة ضمن طوابير العطش الطويلة أمام شبابيك الاشياب، وصب المواطنون الذين تحدثوا إليها جام غضبهم على فرع المياه بالطائف، وقال عبدالعزيز مطلق وسلطان الزراقي إنهما تواجدا باشياب الحويةبالطائف منذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل وتفاجآ بعد انتظار طويل للساعة الواحدة ظهرا بإدارة الشيب تبلغهم بعدم وجود الوايتات العادية أو (السكس)؛ كونها حجزت لمواطنين آخرين منذ أمس الأول. وأوضح عدد من العاملين باشياب الحوية أن المتوافر لديهم من نوع جمس صغير لا يفي باحتياجات المواطن وعائلته الصغيرة لربع يوم، وقالوا: “اضطررنا لأخذ الجمس (الوايت الصغير) بينما الوايتات من عادي فما فوق لا يمكن الحصول عليها إلا بعد انتظار لمدة أربعة أيام”. وأكدوا أن أزمة المياه مفتعلة من قِبل فرع المياه بالطائف وملاك الاشياب للكسب المادي خلال فترة الصيف من خلال رفع أسعار الوايتات ونشوء سوق سوداء لكوبونات الطلب التي تجاوزت 100 ريال. وأشاروا إلى أنه خلال زيارة وزير المياه شهدت صالات الاشياب تنظيما إداريا أراح المواطنين وسهّل مهمة إيصال الوايتات إلى منازلهم لفترة زمنية وجيزة لا تتجاوز الساعة، وفور مغادرة الوزير ألقت أزمة المياه بظلالها من جديد على مواقع الاشياب. ومن جانبه أكد متعب شجاع العتيبي المدير التنفيذي لمجموعات المجد السكنية بالطائف أن أزمة المياه بالطائف أحدثت تذبذبا ملحوظا في حجوزات المصطافين للأجنحة والشقق المفروشة؛ نظرا إلى انقطاعات المياه المتكررة وطوابير الانتظار لساعات طويلة من الوقت؛ ما يدعو الزائر والسائح إلى البحث له عن موقع يتوافر فيه الماء. وأشار إلى أن معظم المصطافين تضجروا من أزمة المياه، وأكد أغلبيتهم أن الطائف منذ عشر سنوات وخلال فترة الصيف تمر بأزمة المياه. وقال نادر مشرع من سكان حي المعترض بالحوية إنه شاهد ظهور الوايتات الخضر التي لا تصلح للماء أو الاستعمال الآدمي بساحات مواقف الاشياب الخارجية ترويجا لما لديهم من مياه؛ كون الوايتات الخضر غير مخصصة للبيع وتحصل على الماء من أي موقع سواء من الأبيار الجوفية أو غيرها دون رقابة صارمة.