طوابير من البشر شكلها الظمأ في مدينة الورد، وبعد شح المياه فإن صيف هذا العام في محافظة الطائف على وشك «الذبول»، وسط إطلاق وعود من مسؤولي مصلحة المياه يراهنون على نجاح موسم صيفي يبدد «العطش» مننينيني فلم تكن بوادر صيف هذا العام سارة، بعد ان اغلق عدد من اشياب المياه أبوابها أمس، أمام طالبي الصهاريج منذ ساعات الصباح الاولى، في حين لجأ مواطنون إلى الشرطة لإيجاد حل للفوز بالماء. رصدت «عكاظ» في جولة ميدانية أمس، مؤشرات الأزمة الخانقة، وأوضح عدد من المواطنين ان الصيف القادم نجاحه مرهون بمدى توفر المياه ان لم يلجأ المسؤولون الى الاوراق الرابحة بضبط الازمة ووضع الخطط الناجحة. خارج الحسابات من ناحية أخرى وجد المواطن فهد الجعيد نفسه خارج حسابات المياه في أشياب الشرفية، وما إن شارفت عقارب ساعته على التاسعة والنصف، حتى أعلن موظفو الاشياب انتهاء تصاريح الصهاريج، وعليه الوقوف بعد اذان الفجر في الغد ليظفر كغيره بصهريج مياه، وقال «لم أتمالك اعصابي وأنا احرم من الحصول على الماء حتى انني ذهبت الى السوق السوداء ودفعت حتى 400 ريال في سبيل ان أجد لأسرتي الماء دون جدوى»، مشيرا إلى انه حاول جاهدا الاستنجاد بالشرطة التي حضرت على ايقاع بلاغات مواطنين آخرين ولكن انتهت محاولاته بالفشل، مبينا وجود تلاعب في منح أرقام الكوبونات، في ظل تسكع عمالة أمام صهاريجها المملوءة بالماء وتذهب الى زبائن مخصصين يوصلون الماء إلى منازلهم. نعاس الانتظار وغلب النعاس سلطان العتيبي، منتظرا دوره منذ الساعة السابعة صباحا، بينما عقارب ساعته تجاوزت الحادية عشرة، موضحا ان الأرقام وصلت الى 500 رقم، وقال «بوادر الصيف هذا العام غير مطمئنة ونتوقع ان تخسر مدينة الورد في اول امتحاناتها التي جاءت تزامنا مع اختبارات الطلاب». الحل في القرية وأشار المواطن عبدالعزيز السميري الى انه لم يتحصل على صهريج في اشياب السيل الصغير التي اغلقت ابوابها منذ الساعة العاشرة صباحا ليتوجه هو وابناؤه الى أشياب الحوية التي قاومت عطش المواطنين حتى ساعات الظهيرة، وتمنح الارقام الا ان الحصول عليها يتطلب الانتظار إلى ما قبل الساعة الخامسة عصرا، مؤكدا تطبيقه فكرة روادته؛ قضاء الاجازة الصيفية في بلدته شمال الطائف ليكون خارج حسابات الازمة، ويريح رأسه من هذا الصداع المزمن. وكشف آخرون أن مسؤولي المياه في اشياب السيل الصغير والشرفية أغلقوا شبابيك الحصول على أرقام الكوبونات منذ الساعة العاشرة صباحا، وتركوهم يصارعون الظمأ، واتجه عدد منهم الى دورات المساجد للاستحمام والوضوء، ولجأ آخرون أثناء عودتهم لمنازلهم الى تعبئة حاويات صغيرة لاستعمالات النظافة والغسيل للنساء والاطفال. من جهة أخرى، تمسك عدد من ملاك الشقق المفروشة برأيهم بوجود فرج لأزمة الصيف، مفضلين الصمت حتى تتضح الرؤية حول إغلاق الأشياب مكتفين بالقول «إنها ضبابية إلى الآن». من جهته، أوضح أحد مراقبي الأشياب (رفض الافصاح عن اسمه) أن أسباب أزمة الأشياب الثلاثة تعود إلى عطل في أحد أنابيب إيصال المياه، مؤكدا حل هذه المشكلة خلال اليومين المقبلين.