ظل كما هو لا يقبل التغيير.. ولا يطرق أبواب الاستعجال إليه.. ظل كما هو قادر فقط على جذب كوكبة الثبات.. وغزل عوامل وقواسم مشتركة معها.. كانت ديمومته هي الثبات وارثه الذي حافظ عليه ورفض التفريط به ذات مرة تحرك بعيداً عنه حاول ان يعبر خط الاستواء الذي ظل يمثله حاول معتقداً بتيقنه أنه لن ينجح وغالباً ما ستعود المحاولة عليه فارغة ومحسوبة بفشلها كغيرها من المرات السابقة. *** لم يغضبه كم الفشل المتكرر الذي أنس إليه وتسّور بنسائمه. وسارع إلى التدثر بطبيعته كان الفشل المعنون بالثبات على ما هو عليه وطنه الأرحب وأرضه التي يعتلي ترابها ويرسل نفسه إلى الآخر مرتوياً بها كما هو.. وليست كما يريد غيره.. *** لا حياة له خارج ما اعتاد عليه ولا مسار يتآلف معه سوى متاهات مكانه هو المكان عندما يتحول إلى لوحة تغدق عليها من وجودك ولا تصبح هناك حاجة لسؤال هل ستهجر اللوحة وتغادر؟ *** هو سيد الثبات وهو المنصرف منه إليه يعرف شروقه الابدي واضاءاته التي لا تنطفئ ولا تضر بها مفردات الفقد ولا تجير لصالح زمان لن يعود *** حلم بأن لا يبقى ذات يوم عندما تراءى في الأفق ما هو متخيل بدا له غامضاً ومعقداً وغريباً ظل في مكانه باستحالة غير مفهومة يتفرج ولا يرتوي يتقدم ولا يصل يصارع ما يريد ويحاول مقاومته رغم تأجج الحنين داخله للذهاب والمغادرة *** ثبت في مكانه وان تشتتت روحه وانصرفت ذاته بتحريض مغادرة هذا الدوران الذي اعتاد أن يمارسه حول نفسه ثمة شيء يريد أن يمسك به وثمة لحظات يريد أن يغط ويلتحف بها وثمة أرض شاسعة تمتد أمامه وهو يصر على المساحة المحدودة التي يقف عليها قلبه مفتوح لكن لا باب له يمكن الدخول إليه تفاؤله لا سقف له بالمغادرة لكن من اعتاد أن ينام على ثباته ويستيقظ على دفتر ذكرياته ويتخيل أن مغادرة خط الاستواء هي طريق بلا نهاية.. عليه أن يظل في مداه.. خاضعاً لحتمية التاريخ الذي صنعه، وورث صفحاته..!