تعقد الطائف آمالا كبيرة في حل أزمتها الموسمية مع المياه، التي امتدت لتشمل جميع الأحياء وبعض القرى المجاورة، على الوعود التي أطلقها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، أمس الأول، عندما أكد حل الأزمة في غضون الساعات المقبلة، بضخ كميات كبيرة من المياه المحلاة، ستصل إلى جميع المنازل، معلنا انتهاء الأزمة التي أضرت بالأهالي وضربت الموسم السياحي في العام الماضي، وأثرت سلبا على المصطافين. «العطش» هو الهم الأكبر الذي يتمنى أهالي الطائف أن يجدوا له حلا، وخلال اليومين الماضيين لم يكن المنظر أمام «أشياب الطائف» غريبا، فالكثافة والزحام والتدافع منظر بات مألوفا، إلا أن أبرز مستجدات الأزمة إغلاق 20 مسجدا مواضئها، لعدم توافر المياه، وإغلاق بعض المتنزهات أمام المواطنين والمقيمين من أجل الاستفادة من المياه. واعتبر نايف المرزوقي «موظف» أن الظفر بصهريج مياه يستلزم الانتظار ليومين كاملين: «أُمر العاملون في صالات الأشياب بإغلاق شبابيكهم قبل بزوغ الشمس، للزيادة الهائلة في طلب الصهاريج التي تفوق العرض بكثير جدا، والاكتفاء بصرف 200 صهريج ل 200 شخص يوميا». وأشار المرزوقي الحاصل، أمس، على الرقم قبل الأخير بثلاثة أرقام «197» بعد انتظار يومين وليلة، قضاهم بجانب صالة أشياب «السيل الصغير» منذ الثانية صباحا حتى أيقظته استغاثات المواطنين المتضجرين قبل أذان الفجر، من جراء تزاحمهم على طابور الانتظار الممتد إلى خارج الشيب: «فاتني الحصول على رقم كوبون ضمن ال 200 الفائزين بالماء، خلال اليومين الماضيين، إلا أنني تحصلت عليه أمس، وما آمله هو أن تحل هذه الأزمة الخانقة وتتلاشى، فمدينة الورد يجب ألا تعاني من العطش أكثر من ذلك، وإلا ستذبل». أما عادل فهد العتيبي الحاصل على الرقم 109 فلم يسعفه الوقت للحضور أمام شبابيك قص الكوبونات، إلا بعد أن قام بإيصال أشقائه إلى المدرسة والعودة مسرعا إلى الشيب عند السابعة صباحا لينضم إلى قافلة المنتظرين لليوم التالي، ويضيف: «منزلنا يحتوي على ثلاث أسر، ما يجعل الحاجة إلى الماء تتضاعف لدينا بواقع ثلاثة صهاريج دفعة واحدة، ولكن هذا لم يكن مقنعا لهم، فلم يصرفوا لي إلا صهريجا واحدا برقم سجل بطاقتي، وبذلك يجب علي العودة بعد خمسة أيام للفوز بصهريج آخر». وأشار إلى أن ما آلمه كان مشهد العجزة والمسنين الذين يتدافعون إلى جوار الشباب الأقوياء في طوابير الانتظار، ولم يخصص لهم طابور خاص، فضلا عن النساء القادمات إلى المحطة للحصول على الماء، وما يعانينه من تجاهل وتعب الذهاب والعودة بلا فائدة. من جانب آخر، أكد خالد مشعان الروقي أنه لجأ إلى دفع 500 ريال، أمس الأول، نظير الحصول على صهريج في السوق السوداء، بعد تعرضه لموقف حرج أمام ضيوفه القادمين من الكويت .