خرج المجمع الحالي لمعارض السيارات في العاصمة المقدسة عن المألوف من خلال التجاوزات التي تستشري فيه، إذ يحفل السوق الواقع في العابدية على طريق الهدا بمخالفات عدة، على الرغم من أنه يحتضن مركبات تزيد قيمتها عن المليار ريال. ولم تشفع القيمة الاقتصادية للمعارض وتدفق المتسوقين عليها من أنحاء المملكة، في تزويدها بوسائل السلامة الكافية، إضافة إلى حمايتها من سيطرة «الشريطية» من العمالة الوافدة عليه. وعلى الرغم من صدور قرار نقل السوق إلى موقعه النموذجي الجديد في حي العكيشية جنوبمكةالمكرمة قبل نحو عامين، إلا أن عدم تزويده بالتيار الكهربائي حال دون عملية الانتقال، فاستمر الوضع على ما هو عليه، من حيث تفشي التجاوزات، ويأتي أبرزها ما يرتكبه «الشريطية» من مخالفات وفق شفرات وعبارات تردد فيما بينهم لا يدرك مغزاها سواهم. وقال المواطن حبيب الجحدلي، إنهم لا يريدون سوى أن تكون المعارض الجديدة في صورة جميلة تعكس مكانة العاصمة المقدسة، مطالبا الجهات المختصة بسفلتة الشوارع وضبط العمالة السائبة التي أحكمت السيطرة على السوق. وأكد سعيد العمري أن هناك متسترين يوفرون الغطاء المالي للعمالة حتى يشتد عودها، وبعد ذلك يجنون منهم الأرباح الشهرية، ما أضعف مداخيل الشباب المتفرغين للمهنة، مبينا أن ابتعاد السعوديين عن المهنة جاء قسرا. وقال العمري، «تكالبت الظروف على أبناء الوطن في معارض السيارات من كل جهة، وزاد الأمر غياب الرقابة وعدم تطبيق الأنظمة إضافة إلى استهداف العمالة للسوق». من جهته، أوضح شيخ معارض السيارات في مكةالمكرمة محمد مطر القرشي، أن ملاك المعارض ينتظرون انتقالهم إلى الموقع الجديد في منطقة العكيشية جنوبمكةالمكرمة منذ نحو عامين، مشيرا إلى أن عدم تزويد المكان الجديد بالتيار الكهربائي وقف عائقا أمام انتقالهم. وبين القرشي أن أمانة العاصمة المقدسة حددت الموقع البديل للمعارض بعد نزع ملكيتها لصالح قطار المشاعر المقدسة، وخصصت فيه 90 معرضا سلمت للملاك. وقال القرشي، «القيمة الاقتصادية لمنطقة المعارض تقدر بالمليارات وتصل إيراداتها نحو ثلاثة ملايين ريال يوميا، باعتبارها منطقة تجارية يرتادها الأهالي من أنحاء المملكة كافة»، مشيرا إلى أنهم يطمحون لأن تكون منطقة تعكس الصورة الحضارية عن مكةالمكرمة. وبين القرشي أن موقع معارض السيارات الحالي يعاني مشاكل عدة، في مقدمتها غياب الجهات ذات العلاقة، وضعف الحراسات الأمنية الليلية، ما جعلها عرضة للسرقة، إضافة إلى انتشار المركبات التالفة على الطرق المؤدية إليها، وتزايد العمالة المخالفة التي أحكمت سيطرتها على المعارض. ورأى القرشي أن وسائل السلامة غير كافية في المكان، وربما تكون غائبة بشكل نهائي، على الرغم من أنه يحوي سيارات تزيد قيمتها عن مليار ريال. إلى ذلك، أفاد نائب شيخ معارض السيارات في مكةالمكرمة أحمد الحربي أنه يتولى مهمة تقدير السيارات التي تتعرض للحوادث المرورية، لافتا إلى أنه يقدر نحو 35 مركبة يوميا تصل للمعارض. وذكر أنهم يقدرون قيمة المركبات قبل تعرضها للتلفيات ومن ثم تقدر بعد الحادث، مطالبا بالإسراع في نقل المعارض إلى الموقع الجديد، بعد تزويده بالتيار الكهربائي. في المقابل، أكد مصدر في أمانة العاصمة المقدسة أنها وفرت أرضا بديلة عن المعارض الحالية في منطقة العكيشية جنوبمكةالمكرمة قرب مخططات ولي العهد، مزودة ب 90 قطعة تتراوح مساحتها بين 1700 إلى 2000م وبأسعار رمزية. وبين أنه جرى تخطيط وتسليم المعارض للملاك، مشيرا إلى أنها تفتقد للكهرباء، وهذا الإجراء ليس من صلاحيات أمانة العاصمة المقدسة. بينما أوضح رئيس القطاع الغربي لشركة الكهرباء عبدالمعين الشيخ أن مشروع إدخال التيار لمخططات ولي العهد ومنها العكيشية سيجري خلال 16 شهرا، وفقا لميزانيات معتمدة مدرجة ضمن الخطة المستقبلية لشركة الكهرباء، مؤكدا أن زيارة وزير الشؤون البلدية والقروية الأخيرة لمخططات ولي العهد شهدت اتفاقيات بين الوزارة وشركة الكهرباء في هذا الجانب.