أظهرت نتائج الانتخابات المبدئية في مصر تقدم الدكتور محمد مرسي وتلاه الفريق أحمد شفيق، ما يعني أنهما سيخوضان جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التي ستجرى الشهر القادم. وهذه النتيجة ادخلت الكتل السياسية في حالة عدم التوازن، فكلا المرشحين لا يمثل الثورة او الثوار، وفق اعتراف مختلف القوى المصرية، فهذه القوى ترى أن الاخوان قفزوا الى المركب في نهاية الثورة وحصدوا كل مكاسبها (في مجلسي الشعب والشورى) وباتوا على بعد خطوة من كرسي الرئاسة. وفي الجانب الآخر يرون أن الفريق أحمد شفيق صورة للنظام المتنحي، ما يجعل التردد في اعطاء الاصوات في مرحلة الاعادة امرا حاضرا ومقلقا، فهم قد وضعوا بين اختيار دولة دينية (يمثلها الاخوان وهم المتهمون باختطاف الثورة) أو اختيار الدولة المدنية (وهذا يعني إرجاع النظام السابق من خلال شفيق). وأيا كانت النتيجة فإن الشارع المصري سيعيش فترات قادمة عصيبة مع ظهور النتيجة، فالخروج الى الميدان غدا خيارا مفضلا عند البعض بالرغم من صعوبة حدوثه كون جميع الاطراف ارتضت بما تنتجه الصناديق.. وبعيدا عما سيحدث في مصر من اعادة توزيع وتجميع الصفوف والاصوات للاختيار بين الدولة الدينية او المدنية، يبزغ سؤال آخر: ماذا سيحدث في المنطقة لو ان الفوز كان من حليف الاخوان المسلمين؟ وهم تنظيم بدأ من منتصف القرن الماضي وظل لسنوات طويلة مضطهدا وأفراده مبعدين في السجون أو في الدول العربية. بعض المتحدثين باسم الاخوان (وقبل الشروع في إعادة الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة) أخذوا في تصفية الحسابات اللفظية مع كتل سياسية مختلفة.. تلك التصفيات التي بالامكان أن تؤثر على مرشحهم قبل ان يصل الى الكرسي الرئاسي. نعود الى السؤال: ماذا سيحدث في المنطقة مع وصول الاخوان الى سدة الحكم؟ كما هو معلوم ان الاخوان تنظيم أممي ليست له رقعة محددة وإن كان المركز مصر بوجود التنظيم والمرشد والتاريخ النضالي للجماعة إلا ان حلم الجماعة يتمدد في كل الاتجاهات بما يعني حرصهم على تصدير هذا الحلم الى بقية المنطقة، في ظل وجود مؤمنين ومؤيدين لما تنادي به الجماعة، وهو ما يمكن تسميته تصدير حلم الاخوان، يقابله (في الطرف الآخر) مشروع تصدير الثورة الإيرانية، بمعنى تقابل قوتين عظيمتين تحمل كل منهما مشروعها التوسعي في نشر ما تؤمن به، وهذا ما سيجعل المنطقة محل تجاذب مذهبي ستكون ملامحه الاستقطاب والاستنفار وكسب المساحات على الارض. صديقنا الروائي عبدالله ثابت له وجهة نظر تكاد تكون تشاؤمية في انعكاسات هذه الاحداث. على أية حال، المنطقة كلها في حالة فوران وتقلب كالطبيعة تماما.