يتوقع أن تجرى الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة المصرية بين مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي وبين احمد شفيق احد رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك حيث كان اخر رئيس وزراء في عهده كما اعلن الاخوان المسلمون الجمعة. فيما ذكرت مواقع إخبارية ونشطاء سياسيون، الجمعة، أن المرشَّح لانتخابات رئاسة الجمهورية المصرية حمدين صبَّاحي يتقدَّم باتجاه الحصول على المركز الثاني في عدد أصوات الناخبين بعد محمد مرسي. ونسب نشطاء سياسيون مصريون، ظهر امس، للمراقب في "مركز كارتر للسلام وحقوق الإنسان" شريف علاء، قوله إن "صبَّاحي حصل حتى الآن على 23.4% من إجمالي عدد المصوتين في انتخابات الرئاسة المصرية ليحل ثانياً بعد المرشح محمد مرسي الذي حصل على نسبة 24.03%، فيما حلَّ الفريق أحمد شفيق ثالثاً بنسبة 23.03% الذي تقدَّم على عبدالمنعم أبو الفتوح الحاصل على نسبة 18.1%". وفي وقت سابق جاء في بيان للحملة المركزية لمرسي، رئيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، "تأكدت لدينا وجود جولة إعادة بين الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق وذلك وفقا لما توفر لدينا من ارقام". واضاف البيان ان "الدكتور مرسي ما زال يحافظ على تقدمه أمام كل المرشحين في عدد الأصوات بعد الانتهاء من رصد ما يقارب 90% من النتائج على مستوى جميع المحافظات". يذكر انه في حال عدم حصول اي من المرشحين الاثني عشر في الانتخابات على الاغلبية المطلقة وهي 50 في المائة زائد واحد تقام جولة ثانية في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل. وقد اعلنت جماعة الاخوان المسلمين الجمعة تصدر مرشحها للانتخابات الرئاسة في مصر بعد فرز الاصوات في نصف مراكز الاقتراع في الجولة الاولى لهذه الانتخابات. وكانت الجماعة اعلنت في وقت سابق ان مرسي متقدم بحصوله على 30,8% من الاصوات بعد فرز بطاقات 51% من اجمالي مراكز الاقتراع، يليه احمد شفيق مع 22,3% من الاصوات. من جهة اخرى لم يتسن للمتحدث باسم فريق حملة شفيق، كريم سالم، الذي اتصلت به وكالة فرانس برس، تاكيد هذه المعلومات لكنه ابدى ثقته في وصول الفريق شفيق الى الجولة الثانية. ومن المقرر مبدئيا ان تعلن اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية غدا الاحد. ومرسي، الذي كان "المرشح الاحتياطي" للجماعة التي دفعت به بعد استبعاد مرشحها الاساسي خيرت الشاطر نائب مرشدها العام، استفاد كثيرا في حملته من الماكينة الانتخابية الضخمة للجماعة والقاعدة العريضة من ناشطي الاخوان. وبعد ان كانوا جماعة محظورة لاكثر من 50 عاما في مصر تمكن الاخوان المسلمون بالفعل من تصدر الانتخابات التشريعية التي انتهت في كانون الثاني/يناير الماضي ليشكلوا الان الكتلة الاكبر في البرلمان. من جانبه ركز احمد شفيق حملته على عودة الامن والاستقرار لجذب اصوات المصريين الذين فاض بهم الكيل من الانفلات الامني والتدهور الاقتصادي منذ الانتفاضة الشعبية التي اطاحت مبارك في اوج موجة "الربيع العربي". ويرى الكثير في شفيق، الطيار الحربي مثل مبارك والقائد الاسبق للقوات الجوية، مرشح النظام السابق ومرشح الجيش الذي يتولى ادارة البلاد منذ سقوط مبارك. وقد ادلى المصريون الاربعاء والخميس باصواتهم لاختيار رئيسهم في انتخابات حرة وتعددية حقيقية غير محسومة النتائج سلفا للمرة الاولى في تاريخ مصر. وكان من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين وهم، بالاضافة الى مرسي وشفيق، وزير الخارجية الاسبق عمرو موسى والاسلامي المعتدل عبد المنعم ابو الفتوح والناصري حمدين صباحي. وتلخيصا لهذا الوضع عنونت الجمعة صحيفة الوفد، الناطقة باسم الحزب الليبرالي الذي يحمل الاسم نفسه، "المصريون يحبسون انفاسهم". ويقول احمد حلمي وهو طبيب اطفال قاهري "اشعر بالسعادة والفخر، لا تهم النتائج فان المصريين فخورون جدا بالمشاركة في اول انتخابات حرة ونزيهة في حياتهم" عاكسا بذلك الشعور العام السائد في البلاد. وقد دعي اكثر من 50 مليون ناخب الى الادلاء باصواتهم الاربعاء والخميس لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك من بين 12 مرشحا منهم الاسلامي والعلماني واليساري والليبرالي والثوري او المنتمي الى النظام السابق. وقبل ثلاث ساعات من اغلاق مكاتب الاقتراع مساء الخميس قدر رئيس لجنة الانتخابات فاروق سلطان نسبة المشاركة ب50 في المائة. وتم تمديد فتح مكاتب الاقتراع لمدة ساعة اضافية الاربعاء والخميس لتغلق الساعة التاسعة مساء وليس الثامنة كما كان محددا اصلا وذلك لتمكين اكبر عدد ممكن من الناخبين من المشاركة في عملية التصويت. ومن شان نتيجة الانتخابات ان تحدد توجهات السياسات الداخلية والخارجية لمصر، اكبر بلد عربي، خلال السنوات الاربع المقبلة. وهنأت الولاياتالمتحدة مصر على هذه الانتخابات الرئاسية "التاريخية" مبدية استعدادها للتعاون مع اي حكومة "منتخبة ديموقراطيا". كما أشاد الاتحاد الاوروبي الجمعة بسير الانتخابات في مصر مشيرا إلى أنها "المرة الاولى في التاريخ التي يحظى فيها الشعب المصري بفرصة اختيار رئيسهم في سباق حقيقي وتنافسي". وقال مايكل مان المتحدث باسم مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاترين أشتون إن الاتحاد "تشجع بسبب تقارير أولية لشهود عيان وخبراء دوليين يشيرون إلى أن التصويت جرى بأسلوب هادئ ومنظم". وأضاف "يتعين أن ننتظر استكمال العملية وتجرى عملية الفرز حاليا ويبدو إلى حد كبير وكأن أفراد الشعب المصري لديهم بشكل كبير القدرة على الاعراب عن ميولهم بأسلوب ديمقراطي وفعال". وتابع "لذلك نريد أن نهنئ ونشيد بالشعب المصري بسبب كفاحه السلمي ونلفت انتباهكم لحقيقة أنه في الوقت الحالي تبدو الامور جيدة للغاية". متظاهر مصري يحمل علم بلاده في ميدان التحرير (رويترز)