عندما يحل يوم السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة من كل عام، نقف مع مناسبة غالية وعزيزة على نفوسنا جميعا، ألا وهي مناسبة البيعة المباركة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (يحفظه الله)؛ وهي مناسبة تستدعي الكثير من المعاني النبيلة والتقاليد الأصيلة التي تتجذر في أعماق أبناء هذه البلاد قيادة وشعبا، ولعل أول معنى تستدعيه ذكرى البيعة هو ذلك الحب الصادق الذي يكنه سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لجميع أبناء الشعب السعودي الكريم، وهم يبادلونه مشاعر الحب والوفاء وبهذه المناسبة العظيمة نلقي الضوء على مسيرة الانفتاح الإصلاحي التي قادها قائد سفينة الوطن. وإذا كانت الإنجازات عديدة وهامة، فإننا يمكننا تلخيص أبرزها في السياسة الحكيمة والنهج العقلاني لإدارة أمور الدولة والتعامل مع الآخرين بشفافية ووضوح، حيث تجاوز بحكمته وحنكته السياسية الكثير من المخاطر التي أحاطت بالمجتمع السعودي، فتحقق على يده نصر مبين على قوى الشر والبغي التي اقتحمت حدودنا الجنوبية محاولة العبث بأمن الوطن والمواطن، متصديا بقوة وحزم وعزم لقوى إقليمية سعت إلى زعزعة استقرار المنطقة. ولم يغفل حفظه الله عن ذلك الخطر المحدق بالمجتمع السعودي والذي تمثل في الإرهاب المتمسح برداء الدين، فتعامل مع هذا الملف برؤية ثاقبة وأفق نير، بدءا بمد يد العفو لمن يعودون إلى رشدهم، مرورا بالمواجهات الأمنية لتلك الفئة الضالة التي حاولت النيل من استقرار الوطن، وانتهاء ببرنامج المناصحة والتسامح مع من تراجعوا عن توجهاتهم الهدامة. وختاما ندين بكل الفخر والاعتزاز والولاء والوفاء لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي جسد صورة رائعة من صور التلاحم بين المواطن والقيادة الكريمة، وسعى بفكره النير إلى تأكيد عمق الود الذي يسود هذه العلاقة المتينة منذ تأسيس هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله.. كما يشرفنا أن نرفع خالص التهنئة والتبريك لمقام سمو ولي العهد الأمين بهذه المناسبة الغالية، مثمنين لمقامه الكريم رعايته للأعمال الخيرية والإنسانية داخل المملكة وخارجها. أحمد عقلا التيماني مدير مستشفى الأمل والصحة النفسية بالجوف