الصهبة من أجمل الفنون الحجازية وهي تعرف بفن التواشيح المكية، باعتباره فنا غنائيا شعبيا حجازيا، وتؤدى بما يعرف (بالدور) و(الجوقة) ، فالأول هو المحور الذي تجتمع حوله فرقة الصهبة، والدور في تعريفه الأدبي هو مجموعة أبيات شعرية، تضم معنى واحدا وتربط بينهما قافية واحدة ووزن واحد، والبيت في الموشح يتكون من شطرين أو ثلاثة أو أربعة، بينما يتألف البيت في الشعر العروضي من شطرين ، والدور في الصهبة لا يختلف عن هذا التعريف إلا من حيث طوله وقصره فقط . أما الجوقة التي تؤدي الدوار في الصهبة، فهي تتكون من (حادي) و (شاووش) و (رد)، أو الرديدة أو المذهبية، وهم الذين يساعدون الحادي والشاووش في ترديد الغناء، فدور الحادي أن يحدو والحادي هو السائق والحداء هو الصوت الحسن الأخاذ، ويتقدم الحادي صاحب الموال وذلك تمهيدا للمقام الذي سيبدأ منه الغناء، فيحدو الحادي على نغم المقام بأول الدور وتسمى ب ( المشق )، أي مشق الدور والبيت كاملة يسمى ب( ودعة ) ويقدم الشاووش بدوره فيأخذ من الحادي مباشرة ليساعده في إيصال مشق الدور والودعة الى ( الرديدة ) وبعد أن يأخذ الشاووش من الحادي يأخذ من ( الرديدة ) فيكملون الودعة الى المحط، وبهذا تكون ( الشيلة ) وهي مواصلة الغناء مدة من الزمن دون توقف، وقبل إنهاء الشيلة تكون (الشبشرة)، وهي علامة بقرب إيقاف الغناء للاستراحة، وأن معظم القصائد المغناة هي من الموشحات الاندلسية، لابن خفاجة وابن زيدون، وابن الحاجب، وابن باجة، إضافة إلى الشعراء الحجازيين كالبهاء زهير، وابن الفارض، وابن الوردي، والامام البرعي اليماني. وتغنى على مقامي الركبي، والمشاورق. ويتفرع من هذين المقامين؛ الحسيني، وبياتي المصري، وبياتي سوري، ويتفرع من مقام حجاز، حجاز كار، ويماني حجاز، ومن مقام الرصد؛ الحراب، ثم السيكا، وهو قريب من المايا.