مع كل تشريع أو تنظيم ينظم علاقة العملاء مع البنوك أو الشركات المقرضة ينتظر الآلاف من المواطنين إيجاد تقنيين يخرجهم من نسب الفوائد المرتفعة والمدبلة،وكم هي الكتابات التي تشير إلى أن معظم المواطنين معلقون في ديون طويلة وقد مضت الأعمار وهم سجناء لتلك الديون، والمخاطبة الآن بمراعاة هذا الجانب إنما هي دعوة للالتفات إلى الشباب القادمين إلى الحياة مع خشية تكرار سجنهم في ديون لن تنتهي حتى لو انتهت حياتهم . ومعلوم أن نقطة ضعفنا الوحيدة نمط الحياة وارتفاع الأسعار والاحتياج للضروريات،وبالتالي تحولنا جميعا إلى ضيوف في نطع أو مقصلة الشركات والبنوك و...و...و... وبسبب قلة أو ندرة أو انعدام القرض الحسن، لم يعد أمام المحتاج من سبل لقضاء حاجته إلا طريقين : الطريق الأول وهو البعيد عن الشبهة : أن يأخذ سلعة كسيارة بزيادة عن سعرها الأساسي مقابل الدفع المؤجل (أو ما يعرف بالتقسيط)، ومن ثم يبيعها بخسارة ،(نعيد تاني) لو فرضنا أن رجلا يحتاج مبلغ 50 ألف ريال فإنه سوف يشترى سيارة بمبلغ 65 ألف ريال بالتقسيط مع أن ثمنها يصل إلى 50 ألف ريال ، ويقوم ببيع هذه السيارة بمبلغ 45 ألفا ويكون إجمالي خسارته 20 ألف ريال بينما لو انتقل للطريقة الأخرى التى يستطيع من خلالها قضاء حاجته فإنه سيقترض من البنك الخمسين ألفا بخمسة وأربعين ألفا ويكون خسر خمسة آلاف ريال فقط . ومن معرفتي الضحلة أعرف أن تحريم الربا جاء كي لا يستغل المالك للمال حاجة أخيه المسلم بالزيادة التي تتحول الى قيد تحيل حياة المقترض إلى مأساة . فلماذا لاتربح الشركات المقرضة للسلع ربحا معقولا دون أن تتعسف في استخدام حقها الشرعي وترهق الناس بزيادات مضاعفة، أو أنها تدفعهم للطرق الوعرة والتي تقود في المستقبل إلى التساهل في كبيرة من الكبائر .؟ المهم أن ليس هناك مواطن ينتمي للطبقة الوسطى أو مادونها إلا وهو غارق في ديون يتم اجتزاؤها من راتبه،فالذين يستلمون عشرة آلاف في أوراق المسيرات هم يتقاضون الثلاثة أو الألفين بسبب تلك الديون .. وبسبب هذا التعليق الجماعي أعيد الدعوة لإنشاء هيئة إغاثة عاجلة للمجتمع لفك رقابهم من هذه الديون (المتلتلة) ويكون هناك صندوق تضخ فيه أموال الزكاة والصدقة لكي يحدث توازنا اجتماعيا فلم يعد الناس قادرين على السير في الحياة وهم معلقون أو مقيدون بكل هذه الديون...وهي صيحة تتكرر: أخرجونا من سجوننا أو تدبروا في خلق حياة شعبية تتناسب مع حالات الناس ودخولهم. وإذ أبيتم فأنتم المسؤولون عن كل الانحرافات والجرائم الحاصلة والتي ستحصل .