الوجبات العسيرية طبيعية ومستوحاة من بيئة المنطقة، ومنها «الحنيذ»، والذي يتم إعداده من لحم الغنم خصوصا «الماعز»، في ما أشبه بالفرن داخل الأرض مع بقاء فوهته مفتوحة على مستوى سطح الأرض، ويتم وضع أحجار سلسلة ملساء بهدف المحافظة على حرارة الجمر لكي لا ينطفئ ويصبح رمادا ثم يغطى بشجرة السلع المشهورة في تهامة عسير، لأنها من الأشجار التي لا تشب فيها النار كبقية الأشجار والنبات بسبب نكهتها، ثم يوضع الجمر فوق الأحجار بشكل متناسق، بشرط أن يكون الشجر من حطب القرض الذي يشتهر بقوة جمره ثم يوضع شجر السلع كي يكون واقيا بين الجمر واللحم. ثم يوضع اللحم بطريقة متناسقة ومرتبة، حيث توضع الأرجل والأيدي والظهر أولا وفوق السلع مباشرة وتملح بالملح ثم توضع أغصان شجرة ويطلق عليها «المض» تكون أغصانها نحيلة وطويلة قاسية وليست خضراء وتوضع كالشبك فوق الجزء الأول من اللحم، ثم يوضع الجزء الثاني فوقه مباشرة والمكون من الجنوب والشحم وتفرق فوقه بشكل عام، ثم توضع شبكة أخرى من المض وتغطى بخشب وخيمة وتوضع على أطراف الخيمة بطحاء دقيقة، ويستغرق الحنذ بهذه الطريقة مدة لا تقل عن ساعتين، وإذا كانت صغيرة أو خراف فتكون المدة أقل بنصف ساعة بسبب طراوة لحمها الذي لا يتحمل الحرارة الزائدة.