تمتاز منطقة عسير بأكلات شعبية ذات نكهة فريدة، بعلامة جودة خاصة تكاد لا توجد تلك الوجبات المختلفة في أية منطقة أخرى في العالم، وتتكون الأكلات الشعبية العسيرية الطبيعية من غذاء دسم مثل الخبز الطبيعي «أفران أو تنور أرضي» الذي يتم إعداده بشكل تلقائي والعسل والسمن الصافي النقي، إضافة إلى أنواع اللحم الحنيذ والمدفون وغيرها. فطريقة إعداد الوجبات العسيرية طبيعية مستوحاة من بيئة المنطقة بحسب أم محمد التي تعمل في هذا المجال منذ 20 عاماً، مشيرة إلى أن إعداد «الحنيذ» على سبيل المثال يتم بطريقة حنذ الذبيحة من الغنم خصوصاً «الماعز»، في ما أشبه بالفرن داخل الأرض مع بقاء فوهته مفتوحة على مستوى سطح الأرض، ويتم وضع أحجار سلسلة ملساء بهدف المحافظة على حرارة الجمر لكي لا ينطفئ ويصبح رماداً ثم يغطى بشجرة السلع المشهورة في تهامة عسير، لأنها من الأشجار التي لا تشب فيها النار كبقية الأشجار والنبات بسبب نكهتها، ثم يوضع الجمر فوق الأحجار بشكل متناسق بشرط أن يكون الشجر من حطب القرض الذي يشتهر بقوة جمره ثم يوضع شجر السلع كي يكون واقياً بين الجمر واللحم. ولإكمال الطريقة يتم وضع اللحم بطريقة متناسقة ومرتبة، حيث توضع الأرجل والأيدي والظهر أولاً وفوق السلع مباشرة وتملح بالملح ثم توضع أغصان شجرة ويطلق عليها «المض» تكون أغصانها نحيلة وطويلة قاسية وليست خضراء وتوضع كالشبك فوق الجزء الأول من اللحم، ثم يوضع الجزء الثاني فوقه مباشرة والمكون من الجنوب والشحم وتفرق فوقه بشكل عام، ثم توضع شبكة أخرى من المض وتغطى بخشب وخيمة وتوضع على أطراف الخيمة بطحاء دقيقة، ويستغرق الحنذ بهذه الطريقة مدة لا تقل عن ساعتين، وإذا كانت صغيرة أو خراف فتكون المدة اقل بنصف ساعة بسبب طراوة لحمها الذي لا يتحمل الحرارة الزائدة. أما الأكلات الأخرى الممزوجة بالعسل، فمن أبرزها «التصابيع» التي تعد بطريقة بسيطة وفق حياة عسيري، مضيفة أن النكهة تكمن روعتها في طعمها المستخلص من جودة القرصان الذي يعد بطريقة خاصة وجودة السمن الخالص والمعد بطريقة طبيعية، إذ تهرس بشكل دائري وتوضع بينها صينية مليئة بالسمن البلدي الصافي والعسل الطبيعي، ويوضع التمر بين الخبز المهروس، وهناك أيضاً العريكة المقاربة لها وغيرهما، وتقدم هذه الوجبات عند المناسبات المهمة كمفخرة لما تشتهر به المنطقة، ويتحمس الكثير لتعليمها أبنائهم وإتقان جودة تقديمها.