يتميز شجر المرخ الذي يستخدم مع الحنيذ والمظبي والمندي لإعطائه نكهة ومذاقاً خاصا، بأنه شجر واسع الانتشار في المناطق الجبلية والأودية، كما تشهد العديد من الاسواق تواجداً كثيفاً لأجود أنواع تلك الأشجار التي تمنح الأطعمة نكهة ومذاقاً رائعين. السواحل والأودية وتجلب أشجار المرخ غالبا من المناطق الساحلية الحارة مثل القنفذة، والبرك، والقحمة، والمخواة، وقد اعتاد الناس على اضافة أعواد من تلك الشجرة الشهيرة مع اللحم في التنور المصنوع من الطين، لأسباب منها أن المرخ يمنع تأكسد اللحوم، إضافة إلى انها تكسب اللحم اللون الاحمر والطعم المتميز، الذي يختلف عن باقي مدن المملكة، وهناك اشجار اخرى تضاف الى الحنيذ ومنها شجر الشقب، الذي تشتهر به المناطق الجبلية، ويحرص الأهالي على جلب بعض أنواع الأشجار التي تنبت بالقرب من مصاب الأودية ومنها شجرة المرخ والشقب، والمرخ هو شجيرة يصل طولها إلى 2 متر، ولها سيقان كثيرة التفرع اسطوانية الشكل ذات لون أخضر شاحب، والأوراق نادرة الوجود وإن وجدت فهي تظهر بقلة على السيقان حديثة النمو وبذلك يبدو السيقان وكأنها جرداء. الأزهار صفراء مخضرة تنمو قريباً من قواعد الأفرع وهي ذات أشكال فنجانية عميقة أو بوقية الشكل ذات خمسة فصوص طولية متفرقة وغالباً تكون خمسة فصوص قصيرة. ينمو المرخ في السهول الرملية المحاذية لسواحل البحر، وينتشر وجوده بكثرة في المنطقة الجنوبية وجنوب الحجاز. نبات النار ويشتهر هذا النبات منذ القدم بأنه “نبات النار”، حيث تستخدم الألياف الناعمة داخل السيقان في عمل زناد، وإذا حكت ببعضها البعض اشتعلت. ويعطي المرخ أو الشبح أو البشام كلها نفس المذاق الطيب للمندي، فيقول جمعان حامد أن الابل تأكل المرخ وخاصة أطرافه الدقيقة في مواسم الجدب، وكانت تصنع من أعواد الأقلام لأنها مجوفة من الداخل، كما تتخذ أعواده مقباسا للنار لسرعة اشتعالها، ويستخدم المرخ الرطب في طبخ اللحم ويسمى “الحنيذ”، وذلك بخلط غصون المرخ بغصون السلع ثم توضع على الجمر ويوضع عليه اللحم. يقول محمد عيدان أن شجر المرخ يتميز بطيب الرائحة وخصوصا في فصل الإزهار، وهو شجر بلا شوك وينمو في الأراضي الرملية ويكثر في السواحل وفي الأودية وتأكله الإبل، ونادر الوجود إلا في بعض الأماكن من أودية الحجاز وتهامة وكذلك أودية نجد، ولكنه قليل الوجود فيها، ويقال ان شجر المرخ الذي ينبت في ارض الحجاز يأتي به من أراد قدح نار وليس معه زناد فيأخذ منه عودين أخضرين فيقدح أحدهما بالآخر فتتولد النار من بينهما كالزناد. استخدامات أخرى ويقول علي عسيري أن شجر المرخ له عدة استخدامات غير استخدامه في الاكلات الشعبية، حيث كانت تستعمل اغصانه الطرية حبالا لتثبيت الحشائش التي تسقف بها العشش والبيوت في الماضي، وتتميز الحبال التي تحبك من المرخ أنها تقاوم العوامل الجوية جيدا فهي تدوم على العشة إلى خمس سنوات وأكثر.