«جئناك نحمل رسالة خاصة لك من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي بايعه الجميع في الذكرى السابعة لتوليه مقاليد الحكم، وفيها يأمل منكم ودون ممارسة أي ضغوط أو إجبار، وإنما نبحث إمكانية تغليب روح التسامح والسخاء في هذا الموقف العظيم والذي لا يستطيع القيام به إلا ذو روح نبيلة ترجو ما عند الله من الأجر والثواب وتحرص على أن تعود بالمكانة الرفيعة العالية على فقيدهم الغالي الذي يناله أجر هذه المبادرة». هذه الرسالة المؤثرة التي نقلها صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل لوالد القتيل الشيخ خلف بن عبدالله سمحان السلماني الشمري، كانت كافية لإنقاذ رقبة سلطان بن دري الغازي من حد السيف قصاصا، والذي لم يبق على تنفيذه سوى فترة قصيرة. فقد استجاب الشيخ خلف السمحان لنداء وشفاعة خادم الحرمين الشريفين وتقديرا لسمو الأمير سعود بن عبدالمحسن الذي زاره في منزله عصر أمس، حيث قال «أعفو لوجه الله تعالى عن قاتل ابني»، عندها هلل الجميع مباركين مسعى خادم الحرمين الشريفين وجهود سمو أمير منطقة حائل، سائلين الله أن يجزي والد القتيل خير الجزاء وأن يكتب لخادم الحرمين الشريفين ولسمو الأمير سعود الأجر المضاعف. وفي تصريح بهذه المناسبة عبر سمو أمير منطقة حائل عن شكره لوالد القتيل الشيخ خلف السمحان، مؤكدا أنه ضرب أروع الأمثلة في هذا الموقف الإنساني النبيل وترجم ما يتصف به هذا المجتمع من التلاحم في أشد الظروف الصعبة. وأكد سموه «إن موقف المواطن موقف شهم ولا يستغرب منه فهو يمثل القدوة الحسنة في هذا المجتمع ويجعلنا نحث الجميع على أن يقتدوا به ويعملوا على كل ما يقربهم إلى الله والعفو من شيم الكرام الذين لا يقف كرمهم ولا أعمالهم عند مكاسب وقتية وإنما يرجون الثواب من العلي القدير». من جانبه قال والد القتيل الشيخ خلف السمحان أن تنازله عن قاتل ابنه إنما يريد منه وجه الله سبحانه وتعالى أولا، ثم استجابة لشفاعة والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يحثنا دوما على مكارم الأخلاق وعلى التآخي والتسامح ونبذ كل ما يفرق لحمة أبناء الوطن. وأضاف «يعلم الله بأن فراق ابني الغالي لا يعادله أي حزن ولكن تقديري لتدخل خادم الحرمين الشريفين وزيارة أمير منطقة حائل، جعلني في موقف المستجيب، سائلا الله أن يكتب للجميع الأجر والثواب، كما أشكر الشيخ عارف الدرزي العردان على مساعيه ورجولته في إتمام العفو».