أثارت وزارة العمل حفيظة المستفيدين من برنامج حافز من خلال تصريح غير واضح المعالم حين أعلنت أنها بصدد إصدار «قائمة سوداء» للعاطلين غير الجادين في البحث عن عمل. وهو تصريح مغلق لا تعرف تحديدا ما هي مواصفات غير الجادين هؤلاء .. فكل الفقرات التي تشير إلى (غير الجادين ) مبهمة حين تعرفهم الوزارة بأنهم أولئك الذين تم تقديم كامل فرص التوظيف اللازمة و «اللائقة» لهم، ولم يستفيدوا منها، أو حصلوا على المزايا، التي تقدمها الجهات الحكومية للعاطلين كبرامج التدريب أو إعانة حافز، أو حتى الذين تنقلوا في مواقع عمل كثيرة لأسباب غير مقنعة. هي أيضا أسباب غير مقنعة اتخذتها الوزارة لإثارة حفيظة هؤلاء الشباب. فهي مثلا لم تحدد نوع العمل المرفوض أو الراتب المرفوض أو الدوام المرفوض، فإن كانت الوزارة منحت شابا عملا يحقق شروط الوظيفة الملائمة والمشتمل على راتب يتناسب مع مؤهله العلمي وخبراته ودوام يتوافق مع بنود مكتب العمل والعمال عندها لن تلام الوزارة في تنسيق أي شخص يستفيد من برامجها أما أن تعلن بأنها سوف تستصدر (قائمة سوداء) وبصورة (عميانية) فهي ملامة من الشباب ومن القارئ لذلك الخبر .. ثم نأتي إلى الجزء التهديدي للوزارة حين يقول تصريحها: (إنها ستقوم بنشر تلك القائمة السوداء على شركات القطاع الخاص ليس فقط لتمكين الشركات من تجنب توظيف غير الجادين في العمل، بل أيضا لكي تتمكن الجهات الحكومية ومنها وزارة العمل من فرزهم وتحديد العدد الحقيقي للعاطلين عن العمل في المملكة، وهم أولئك المؤهلون للعمل والراغبون فيه.) وهي بهذا تشير إلى مسألة التشهير بعدم الراغبين، وأعتقد أن هذا ليس من حقها في شيء، فإن كان لها حق فهي مكافأة حافز وعلى أكبر تقدير قطعها ومنعها أما أن تشهر بالناس فهذا ليس من حقها بتاتا . فالشاب الذي لا يرغب في عمل معروض عليه من حقه رفضه أو قبوله بعيدا عن مكافأة حافز، وعلى الوزارة أن تتركه يبحث عن ما يناسبه بنفسه من غير صحيفة سوداء..فمكافأة البطالة تلك لا نعطيها الناس ونجبرهم على ما لا يحبون.. وإذا كانت الوزارة قادرة على التشهير بشباب لم يجدوا فرصا وظيفية ملائمة أتمنى لو أن لدى وزارة التجارة هذه الجسارة والإقدام في التشهير بالتجار المتجاوزين للأسعار مثلا أو أن السقيفة لا تطيح إلا على الضعيفة. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة