المجرور من الفنون العريقة في المملكة، وقديم قدم قبيلة ثقيف والطائف وقد زاول هذا الفن بعض القبائل المحيطة بالطائف والمجاورة لثقيف التي لها اتصال معها مباشرة منذ القدم. ويرى بعض المؤرخين أن العمق التاريخي لقبيلة ثقيف منذ أن نشأت الطائف، إذ كان هناك فن تمارسه عرف فيما بعد باسم (المجرور الطائفي) ومارس هذا الفن شريحة كبيرة من سكان وقبائل الطائف امتد إلى ضواحي مكة عن طريق قبيلة هذيل والأشراف. وتقسم فرقة المجرور التي يتراوح عددها من ال15 إلى ال20 أو أقل أو أكثر إلى صفين متقابلين بزي موحد يعرف باسم (الحويسي) وهو ثوب أبيض واسع وحزام تتخلله الذخيرة الحية بطول محيطه، ويبدأ صاحب الطبلة بالإيقاع وبنفس الرتم يقرع الطار بتأدية حركة رتيبة تحقق الانسجامية الثلاثية (الطبلة، الطار، حركة الصف) ومن ثم يغني أحد الصفين البيت الشعري الأول وعند انتهائه تستأنف حركة الصف وقرع الطار بحيث يحييه الصف الآخر بغناء نفس البيت وتستمر هذه المناورة في كل بيت مرتين حتى نهاية النص يبدأ أفراد الصفين برفع الصوت مغنيا فيشاركه أفراد صفه وعند الانتهاء من الشطر الأول للبيت المغني يبدأ الصف الثاني بنفس الشطر المذكور فيكرر الشطر ثلاث مرات لكل صف ثم الثاني وهكذا حتى نهاية الكلمات وهو ما يسمى (القاف) على أحد الصفين ينزل من الصف الآخر لاعب أو اثنين او ثلاثة أحدهم يقلب في الطار (أي يضرب فيه) بحيث يعطي نغمة تختلف تماما عن الآخرين. أما زميله أوزميلاه فهما يضربان في الطار بيديهما فيعطيان نغمة أخرى تسمى الشبشرة وهناك استراحة بين كل قافين أو ثلاثة. إلا أن الصف الصامت يخرج من بينه أحد اللاعبين ممن يتميزون بالرشاقة والخفة يلعب بين الصفين بحركات رشيقة من الجلوس والقيام والتمايل منسجمة مع إيقاعات الطبول ويتابعه الصف الذي خرج منه في الجلوس والقيام دون إخلال بنغمات الإيقاع، بينما هذا اللاعب يغير طريقة الإيقاع على طاره بإيقاعات أخرى تعرف (بالكسرة) ولا يتوقف صاحب الطبلة إلا بانتهاء النص الشعري (المجرور). وينقسم المجرور -من حيث طريقة الغناء- إلى قسمين هما: غناء البيت كاملا الصدر والعجز في نفس واحد لأن عجز البيت يمثل نصف التفعيلات المكونة لصدر البيت وهذا ما ينفرد به هذا النوع . طريقة (الملالاه) وهي الطريقة السائدة في المجرور وألحانها لا تكاد تحصى ومطلع المجرور على هذه الطريقة يسمى (المشقة) ووسطه البحر ونهايته المحط.