زار وفد تركي رفيع المستوى أمس موقع منطقة مكةالمكرمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الخامس والعشرين. وكان في استقباله بمقر الموقع رئيس وفد منقطة مكةالمكرمة المشرف على موقع المنطقة بالجنادرية عبدالرحمن مؤمنة. وتجول الوفد في بيت مكةالمكرمة وبيت جدة وبيت الطائف التي تم بنائها محاكاة للطراز المعماري القديم مستمعين إلى شرح مفصل عن مقتنياتها وما احتوته من تجهيزات ومقتنيات أثرية. وشاهد الوفد عدد من المحلات التي تعرض الحرف اليدوية القديمة كالنجارة والصياغة وصناعة المفاتيح وحرف المواد اللينة كالفخار الذي ينتج منه الدوارق والشراب والأزيار وفناجين القهوة والقدور والبراميل والمباخر والجلود التي تصنع منها الأحذية والأحزمة وتقطير ماء الورد وغيره والتعرف على طبيعة عمل كل حرفة والأكلات الشعبية التي تشتهر بها كل محافظة ومدينة من مدن منطقة مكةالمكرمة. كما أبدى الوفد إعجابه بمنتجات النجارة المكية القديمة بما فيها الباب والطاقة والكروبات والمنجور والدرج والأسقف إلى جانب حرف المواد الصلبة والتي تأتي في مقدمتها الصياغة التي تعد مهنة قديمة العهد وهي من الحرف اليدوية الدقيقة وأرقاها وأوثقها ومن إنتاجها صناعة الحلي من الذهب والفضة والأساور والخلاخيل والأقرطة ومنها السمكرة التي تشمل الحديد والصفيح والنحاس وصناعة السبح. وذكر الوفد في ختام زيارته أن موقع منطقة مكةالمكرمة من المواقع المتميزة التي زارها والذي لعب دورا في إحياء الماضي بتعريف الجمهور بهذه الفنون والثقافات الجميلة التي تحتفظ برونقها المملكة العربية السعودية على مر العصور والأزمنة. كما أشاد الوفد التركي بطريقة تجسيد التراث في موقع منطقة مكةالمكرمة الذي يعتبر ثقافة وسجل حضاري لم ينسى وخالد عبر التاريخ وأكبر دليل على ذلك ما يشهدونه في هذا التجمع والتظاهرة الثقافية الكبيرة المتمثلة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الذي يتجدد في كل عام وأصبح يحظى بمتابعة من كافة أقطار العالم. وقدم مؤمنة في ختام الزيارة الهدايا والمطبوعات التعريفية عن المنطقة ثم قام الوفد التركي بتدوين كلمة في سجل الزيارات بالموقع بهذه المناسبة. في السياق ذاته أحيا موقع منطقة مكةالمكرمة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية الخامس والعشرين ليالي الجنادرية بتقديم لوناً فنيا قديما كانت تشتهر به محافظة الطائف وهو لون (المجرور) وذلك ضمن الأنشطة التي يقدمها الموقع لمرتادي المهرجان وذلك وسط حضور جماهيري كبير ازدحمت به جوانب الموقع. وأوضح رئيس وفد منطقة مكةالمكرمة المشرف على موقع المنطقة بالجنادرية عبدالرحمن مؤمنة أن لون المجرور عرف لدى بعض القبائل المحيطة بالطائف والمجاورة لقبيلة ثقيف وهو أحد الألوان الشعبية القديمة التي تشتهر بها محافظة الطائف ويستخدم فيه زي موحد يعرف باسم (الحويسي) وهو ثوب ابيض واسع وحزام والدف والطبلة المصاحبة لأداء هذا اللون الفلكلوري الجميل. وبين أن فرقة المجرور يتراوح عدد رجالها ما بين 15 إلى20 شخصا في صفين متقابلين حيث يبدأ بالطبلة ومن ثم يغني أحد الصفين البيت الشعري الأول وعند انتهائه تستأنف حركة الصف وقرع الطار حتى يحييه الصف الآخر بغناء نفس البيت وتستمر هذه المناورة في كل بيت مرتين حتى نهاية النص. ثم يبدأ أفراد الصفين برفع الصوت مغنيا فيشاركه أفراد صفة وعند الانتهاء من الشطر الأول للبيت المغنى يبدأ الصف الثاني بنفس الشطر المذكور مع تكرار الشطر ثلاث مرات لكل صف ثم الثاني وهكذا حتى نهاية الكلمات وهو ما يسمى ب (القاف) وينزل من أحد الصفين لاعب أو اثنين أو ثلاثة أحدهما يقلب في الطار ويضرب به بحيث يعطيه نغمة تختلف عن الآخرين بينما زملائه يضربان بالطار في يديهما حتى يعطون نغمة أخرى تسمى (الشبشرة) . وأفاد مؤمنة أن المجرور أصبح في الحجاز قاسما مشتركا لكل المناسبات والأعراس والمهرجانات الوطنية ويتنوع من حيث طريقة الغناء إلى غناء البيت كاملا بنفس واحد لأن عجز البيت يمثل نصف التفعيلات المكونة لصدر البيت والنوع الثاني طريقة (الملالاه) وهي الطريقة السائدة في المجرور وألحانها ومطلع المجرور على هذه الطريقة يسمى (المشقة) مبينا أن الحان المجرور هي المجرور المروبع والمجرور العربي والمجرور بكسرة وسميت بذلك نسبة إلى الإيقاع.