قالت الفرنسية فيوليت زوجة الرحالة والضابط والدبلوماسي (هارولد ديكسون) في انطباعها عن لقاءاتها مع الأميرات السعوديات وخاصة شقيقة الملك عبدالعزيز الأميرة نورة (كانت أكثر النساء اللاتي قابلتهن جاذبية ومرحا، فهي من أهم الشخصيات في الجزيرة العربية، وتشارك شقيقها الملك في كل مجالسه، وأنها لا شك من أجمل وأشهر البنات في كل عصر، ولا ينافس اسمها إلا اسم شقيقها الملك عبد العزيز) وهذه الشهادة تكشف لنا عن ما تحتله المرأة في حياة هذا التاريخي، وعلى ذات النهج سار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الذي أعلن في خطابه بمجلس الشورى خلال افتتاحه العام الثالث من الدورة الخامسة لأعمال مجلس الشورى قراره الملكي بحق المرأة في أن تكون عضوا في مجلس الشورى في بلادها، وأن تترشح للانتخابات البلدية، ولها الحق في المشاركة في ترشيح المرشحين، ليفتح الباب الذي ظل مغلقا على مصراعيه أمام مشاركة نصف المجتمع الذي كان معطلا للمشاركة السياسية ولينهض بالدور الفاعل المتوقع منه في مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة. وقد رد خادم الحرمين الشريفين بطريقة مفحمة على أولئك الذين ظلوا يعارضون أية مشاركة للمرأة في بناء المجتمع دون أن يسميهم، ولكن، ولأنهم دائما ما كانوا يستندون إلى حجج ينسبونها زعما للشريعة الإسلامية، فقد كانت إشارة الملك واضحة إلى هذه الفئة حين قال مفندا هذه المزاعم (لأننا نرفض تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في ظل مجال عملها وفق الضوابط الشرعية وبعد التشاور مع كثير من علمائنا في هيئة كبار العلماء ومن خارجها والذين استحسنوا هذا التوجه وأيدوه).مشيرا إلى أن (للمرأة المسلمة في تاريخنا مواقف لا يمكن تهميشها منها سواء بالرأي والمشورة منذ عهد النبوة تيمنا بمشورة أم المؤمنين أم سلمة يوم الحديبية، والشواهد كثيرة مرورا بالصحابة والتابعين حتى يومنا هذا).واعتبر العاهل السعودي أن (التحديث المتوازن المتفق مع قيمنا الإسلامية مطلب هام في عصر لا مكان فيه للمتخاذلين والمترددين). وختم قائلا (من حقنا عليكم الرأي والمشورة وفق ضوابط الشرع وثوابت الدين ومن يخرج عن تلك الضوابط فهو مكابر وعليه أن يتحمل مسؤوليته لتلك التصرفات).