أكد نواب ومحللون في بيروت أن قرار القادة الخليجيين في قمتهم التشاورية التي عقدت أمس الأول في الرياض على إخضاع مشروع الاتحاد لدراسة دقيقة، وعقد قمة استثنائية لبحث الموضوع يشكل مؤشرا كبيرا على الجدية والحرص من القادة على تحقيق هذا الاتحاد وإنجاحه. ورأى عضو تكتل لبنان أولا النائب خالد الضاهر في تصريحات «لعكاظ» أن الاتحاد الخليجي يشكل خطوة إيجابية كبرى ليس على صعيد الدول الخليجية وحسب، بل بالنسبة للأمتين العربية والإسلامية. وزاد: في الاتحاد قوة ومنعة على كافة الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية، وهو يشكل حجر الأساس نحو اتحاد عربي متكامل في المستقبل ليحقق تطلعات أمتنا وأحلامها. من هنا فإن التمهل بإقراره يشكل عنصرا مطمئنا على أن تكون الخطوة ليس ردة فعل بقدر ما هي رؤية ثاقبة واستراتيجية. وختم قائلا «لقد كان خادم الحرمين الشريفين ذا رؤية قيادية ومستقبلية عندما دعا لهذا الاتحاد لأنه شعر بأهميته الاستراتيجية» . من جهته، قال المحلل السياسي الدكتور جورج علم «لقد وجه خادم الحرمين الشريفين دعوة للانتقال من التعاون إلى حالة الاتحاد في آخر قمة عقدها قادة مجلس التعاون ، وهي دعوة ملحة ولها دلالات على حكمة الملك الذي استشعر أهمية هذا المشروع للأمتين العربية والإسلامية. وأضاف أن عقد قمة استثنائية خليجية لبحث إنشاء الاتحاد وتكليف المجلس الوزاري الخليجي للدراسة المعمقة للمشروع يعكس جدية القادة لوضع الاتحاد محل التنفيذ. وأضاف، أن السياسة الخارجية لدول المجلس تكاد تكون موحدة في الأهداف الرئيسية على غرار دول الاتحاد الأوروبي وفيما يتعلق بالعملة الموحدة فإن هذا القرار كان قد اتخذ في السابق لكنه لا يزال يخضع لمزيد من الدرس والتشاور قبل أن يأخذ طريقه إلى التنفيذ وتابع قائلا «أما مسألة الأمن المشترك فهناك رغبة شاملة خليجية لتحقيق هذا الهدف، وبناء عليه فإن الفرصة مواتية للسير بالقرار إلى التنفيذ نظرا لوجود تحد مشترك يواجه كافة دول المجلس أمنيا واقتصاديا من قبل بعض دول الجوار».