حين يكون التحول من صيغة التعاون بين دول الخليج إلى صيغة الاتحاد مطلبا شعبيا فإن أي تأخير في هذا التحول يحتاج من قيادات دول المجلس إلى تبرير يقنعون به شعوبهم ويفسرون به أسباب هذا التأخر في تنفيذ خطوة باركوها وأبدوا سرورهم بها حين طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله خلال اجتماع القمة الخليجية. وإذا كان اتحاد دول الخليج في منظومة سياسية واقتصادية وعسكرية وثقافية متكاملة شرطا أساسيا لكي تتمكن هذه الدول من مواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها دول الخليج، فإن من حق أي مواطن خليجي أن يعرف أي سبب يمكن له أن يحول دون التنفيذ العاجل لهذا الاتحاد ومن حقه كذلك أن يعرف الخطوات التي ينبغي أن يأخذ بها قادة الخليج كي يتمكنوا من تجاوز أي عقبة تحول دون ذلك الاتحاد أو تؤجل تنفيذه. والمواطن الخليجي حين يتطلع إلى قيام الاتحاد الخليجي فإنه يعرف حق المعرفة أنه لا يحلم بالمستحيل بل لا يتطلع إلى أمر صعب التنفيذ فهذا المواطن على بينة من كافة الأسس التي يمكن لهذا الاتحاد أن ينبني عليها والقواعد التي تجعل من الاتحاد الخليجي أمرا قائما لا يحتاج لغير قرار سياسي يضعه موضع التنفيذ ويشكل له الإطار السياسي الذي يمكن أن يكون له. والمواطن الخليجي يعرف كذلك أن دولا لا تملك جزءا مما تملكه الدول الخليجية من أسس الاتحاد ورغم ذلك تمكنت من التغلب على تباين اللغات واختلاف الثقافات وتباعد المسافات بل وتغلبت على تاريخ من العداء فأنشأت اتحادات بينها ضمنت لها القدرة على مواجهة التحديات والصمود في وجه العواصف. إن على قادة الخليج أن يحققوا تطلعات شعوبهم في اتحاد يستشعره كل مواطن خليجي فأهم دور لهم ينبغي عليهم أن ينهضوا به أن يحققوا لهذه الشعوب ما تتمناه وتتطلع إليه.