«منفى الريع» هكذا وصفت طالبات اللغة العربية في جامعة أم القرى مبنى الكلية الجامعية في ريع ذاخر، الذي قررت الجامعة نقل الطالبات إليه مطلع العام الدراسي المقبل، ما دفعهن لتسجيل عدم ارتياحهن من قرار النقل الذي وصفنه عبر وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة بالمجحف والمعطل لطموحهن الجامعي، ولم يكتفين بذلك فتوجه بعض الطالبات للالتقاء بعميدة الدراسات الجامعية في مكتبها بعد ظهر الأربعاء الماضي. المبنى (القضية) الذي يقع على مساحة تلامس خمسة آلاف متر مربع، بلغ عمره 30 عاما ويتوسط منطقة محاطة بشوارع مفتوحة من ثلاث جهات تسهل فيها الحركة المرورية مقارنة بنظيره الحالي بمقر الجامعة بالزاهر، غير أنه مبنى قديم عملت إدارة الجامعة على إصلاحه بصرف مبلغ 13 مليون ريال؛ بهدف تطويره والاستفادة منه في المرحلة المقبلة قبل اكتمال مبنى المدينة الجامعية. «التخوف من الجرب، وهاجس التماسات الكهربائية والموت في دهاليز المبنى»، تلك هي توجسات طالبات كلية اللغة العربية اللاتي لا يريحهن قرار النقل، وهذا سر القلق الذي يعشنه وهو ما تطور إلى تهجم شخصي من قبل البعض على عميدة الدراسات الجامعية في مكتبها الأربعاء المنصرم. العميدة تتحدث عميدة الدراسات الجامعية في جامعة أم القرى الدكتورة منى السبيعي علقت في حديث ل«عكاظ» البارحة على تلك المطالب وتلك التخوفات التي وصفتها بالوهمية وقالت: «ثمة أياد خفية وراء كل هذه البلبلة، ومورست ضدي حملة إعلامية مغرضة نالت مني شخصيا، على الرغم من أن القرار يخص إدارة الجامعة ولم أشارك في صياغته، بل هو قرار لجنة عليا خصصت للهيكلة. وقالت العميدة إن القرار يصب في مجمله في مصلحة الطالبات من خلال تجميع التخصصات معا كوحدة متناسقة وهذا ما نفذته جميع الجامعات، لكن هناك من لا يروق له مثل هذا القرار التصحيحي واتخذ من إثارة الطالبات سلاحا لتحقيق مبتغاه». وأضافت الدكتورة السبيعي: «لا يعقل أن يتخذ أي قرار ضد مصلحة الطالبات، أنا مسؤولة عنهن أمام الله ثم أمام المسؤولين، لكن ما حدث من بعض الطالبات من تجاوز في هذا الأمر يحتاج إلى قرار صارم، وقالت: لا بد من تفعيل المجالس التأديبية لكل من خالف النظام كائنا من كان، فنحن نعمل للتطوير وهناك خطة كاملة لنقل الطالبات لمبنى المدينة الجامعية في العابدية خلال العامين المقبلين». المبنى نظيف ومكتمل التجهيزات وحول وضع المبنى الحالي في ريع ذاخر قالت الدكتورة السبيعي: «أختي تعمل ضمن طاقم التدريس فيه وكذلك وكيلتي كانت تعمل فيه، المبنى جيد ودفعت فيه ملايين الريالات للتطوير، ووحدات المقر تشتمل على ثلاثة مواقع (أ،ب،ج) وبه قاعات دراسية عددها 46 قاعة تستوعب في مجملها 600 طالبة ومعامل الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والوسائل البالغ عددها خمسة معامل تستوعب في مجملها 140 طالبة، علاوة على المكاتب الإدارية والعيادة الطبية المجهزة بأحدث الوسائل الإسعافية المتطورة وحضانة الأطفال الخاصة بأبناء الطالبات الى جانب المكتبة المركزية ومسرح المقر الذي يتسع لأكثر من 120 شخصا بالإضافة الى المصلى وأندية النشاط الطلابي». مجلس استشاري بالكلية وتذهب عميدة الدراسات الجامعية للقول: «لا أستبعد تصرفات بعض الطالبات غير المنضبطة، وقالت إن بعضهن تجنى علي في لقاء الأربعاء الماضي في مكتبي وبحضور وكيلات الكلية والموظفات، بل إنني سمعت من بعضهن كلاما لا يليق بطالبات يطلبن العلم وسنعمل على منع تلك التجاوزات. وأضافت العميدة «أنا مؤمنة بالحوار وفتحت أبوابي للجميع ولم أمنع أية طالبة من الالتقاء بي، لكن ثمة تجنٍ واضح من بعض الطالبات ضدي وإساءة واضحة إلي وكم تذكرت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأنا أتعرض لكل ذلك، لقد تركت بحثين علميين لي بعد انشغالي بالمهام الإدارية، وذلك حرصا على توفير كافة الأجواء المريحة للطالبات، واستحدثت في الجامعة المجلس الاستشاري للطالبات وهو المجلس الذي من خلاله يمكن للطالبات المطالبة بكل ما يردن، لكن وجدت أن ثمة من يحرك الطالبات صوب الخطأ، وأنا لا أملك عصا سحرية لتحقيق كل المطالب فورا، لأن هناك خطة تطويرية شاملة» ولا بد من المضي فيها. شكاوى وهمية وعما تناقلته الطالبات من عيوب في المبنى القديم في ريع ذاخر، قالت الدكتورة السبيعي: «كل الشكاوى التي يرددنها وهمية، فتارة يتخوفن من الجرب وبعد تقصي الحقائق ثبت أن ما أشيع عن الجرب وانتشاره بين طالبات كلية ريع ذاخر شائعة، تخوفن من غياب وسائل السلامة ومخارج الطوارئ، وهذا المبنى أول مبنى آمن من ناحية السلامة وفيه مخارج طوارئ مطابقة لاشتراطات الدفاع المدني، كل ما أثير عبارة عن شماعة فقط، والطالبات للأسف لا يعرفن المبنى جيدا ولا بد أن تدرك الطالبة أن مسؤولي ومسؤولات الجامعة يحملون هما جمعيا في مصلحة الطالبات، ومع هذا لن نجعل من مطالبات غير منطقية تهدف إلى بثها شريحة معينة أن توقف عجلة التطور في الجامعة».