رفضت القيادات الإدارية في جامعة أم القرى إلصاق تهمة «الهشاشة والسطحية» بمناهج الجامعة التعليمية معتبرة ذلك تهمة باطلة، خاصة وأنها تخضع للتطوير والتمحيص كل خمس سنوات، معترفة في الوقت ذاته بوجود حالات استثنائية من بعض أعضاء هيئة التدريس المقصرين، وهو الأمر الذي تبحثه معهم إدارة الجامعة حاليا من خلال ورش عمل تدريبية لرفع مستوى أدائهم التعليمي. ووصفت طلاب الجامعة بالعلامة المسجلة، التي يمكن تمييزها ما بين طلاب الجامعات العالمية. وتعهدت القيادات في ملتقى «عكاظ» الإعلامي بالإقصاء الفوري لأعضاء هيئة التدريس المتاجرين بالمذكرات التعليمية على حساب الطلاب، كونها مخالفة صريحة لأنظمة وزارة التعليم العالي، لا تتوافق والمكانة المرموقة لعضو هيئة التدريس الجامعي. • «عكاظ»: كيف يمكن تطوير المناهج التعليمية في الجامعة لتواكب الثورة المعلوماتية المتسارعة، خاصة وأنها لم تشهد تغييراً منذ عقود طويلة، ما جعل بعض الطلاب يصفونها ب «الهشة والمعلبة»؟ تطوير المناهج الدكتور ثامر الحربي وكيل الجامعة للشؤون التعليمية: الحقيقة إطلاق عبارة «هشة» كما ذكرت يكون له شواهد وقرائن ونحن ملاحظون ذلك وسنعمل على تطوير المناهج خلال الخمسة أعوام المقبلة، ولعل الارتقاء بالجودة وعمل الجامعة للحصول على الاعتماد الأكاديمي يفرض علينا تطوير المناهج ونحن نعمل جادين على ذلك. ومثل هذه الأحكام كوصف المواد التعليمية بالهشة تطلق من قبل بعض الطلاب وهي أحكام غير دقيقة ولا يمكن الأخذ بها في المجمل، ولكن نحن مع تطوير وتحديث المناهج. طلابنا علامة مسجلة الدكتور عصام الأهدل وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع: في كل عام دراسي تشهد المناهج الدراسية في الجامعة تطويراً نابعاً من مواكبة الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم ولعل مثل هذه الأحكام بعيدة جدا عن مناهج الجامعة، فالكثير من طلابنا يواصلون تعليمهم العالي في جامعات مطورة، خاصة وأن البنية التعليمية لهم في مرحلة البكالوريوس قوية جداً، وهناك طلاب تخرجوا من الجامعة يخدمون الوطن في مواقع استراتيجية وحساسة؛ لأنهم تلقوا تعليما جامعيا مميزا، فكيف يمكن القبول بمثل هذه الأحكام، فطلابنا مميزون ويمكن أن نطلق عليهم «علامة مسجلة»؛ بمعنى أن خريج جامعة أم القرى معروف بقوته العلمية وكفاءاته التخصصية وهذا ما يدحض مثل تلك الأقاويل. تعميم غير مقبول الدكتور هاني غازي وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي: أنا أحد خريجي جامعة أم القرى، وافتخر بذلك، وعندما ابتعثنا إلى الخارج مع نخبة من الزملاء قارعنا كبار الطلاب في الجامعات الأخرى، ولكن هناك اعتماد أكاديمي مقبل في الجامعة، يضمن تقنين المناهج وتحديثها بما يخدم الطالب ويصقل مهاراته، ولكن من الظلم إطلاق كلمة «هشة» فربما هناك جزئيات فلماذا تعمم، فلدينا قرابة 26 كلية فهل يعقل أنه إذا حدث تجاوز من شخص يعمم على الجميع، وحدث معي سابقا في كلية الطب مثل هذا، حيث كان الطلاب المتميزون يلخصون المنهج ويصورونه ويوضع في المكتبات باسمي، ولكن في حالة ثبوت متاجرة أي عضو هيئة تدريس بالمذكرات التعليمية على حساب الطلاب سيحاسب وربما يستبعد نهائياً، وهذا وعد منا ولكن معظم أعضاء هيئة تدريس في الجامعة لا يفعلون ذلك، ولدينا تعميم صريح من وزارة التعليم العالي في هذه الجزئية. والتطوير في الجامعة لا يمكن الحكم عليه في يوم وليلة بل يحتاج إلى وقت فنحن لا نعمل تحت مظلة «الفقاعات الإعلامية» وربما يتلمس المراقب للجامعة دورنا في بعض الجوانب ولكن القفزة الحقيقة لا يمكن الحكم عليها حاليا. المتاجرة بالمذكرات الدراسية • «عكاظ»: ما صحة توزيع مذكرات دراسية ربحية في الجامعة يعتمد عليها بعض أعضاء هيئة التدريس للمتاجرة على حساب الطلاب؟ وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع الدكتور عصام الأهدل: هذه المذكرات عبارة عن «نوتس» وهي خلاصة ما يفهمه الطلاب من عضو هيئة التدريس، فيلخصون أفكار المذكرات ويوزعونها في المكتبات التجارية وتجير باسم عضو هيئة التدريس وهو منها براء، ولا أعتقد أن ثمة من يحاول الاتجار كما أسلفت، وهذه المذكرات منتشرة على مستوى أفضل الجامعات وهي ما يدونه الطلاب المتميزون لمساعدة زملائهم. • «عكاظ»: هل يوجد تجاهل وإقصاء للعنصر النسائي من صناعة القرارات في الجامعة؟ لا إقصاء للعنصر النسائي الدكتور عصام الأهدل وكيل الجامعة للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع: المرأة الأكاديمية حاضرة في صنع القرار في الجامعة، والمناصب متماثلة فكل كلية لها عميد وعميدة، وكل قسم له رئيس ورئيسة، وليس هناك إقصاء كما ذكرت مطلقا، وهناك لجان مشتركة في مناقشة التطوير بين الطرفين ومن لا يبدي مشاركة فاعلة من الطرفين يستبعد من أروقة صناعة القرار؛ لأن العملية التطويرية تحتاج إلى رؤية وعمل متواصل. رؤية مستقبلية الدكتور بدر حبيب الله وكيل جامعة أم القرى للفروع والمشاريع: أخذنا في الاعتبار الحاجة النسائية للترفيه واللعب فخصصنا للطالبات صالة رياضية مغلقة وناديا اجتماعيا يجري تنفيذها في المقر الجديد في العابدية، وعملنا في هذا الجانب يستند على رؤية الجامعة المستقبلية وما يمكن أن يحدث من تغييرات، ولا يمكن القول بإقصاء العنصر النسائي سواء في التخطيط أو البناء المستقبلي مطلقا. التعصب للرأي • «عكاظ»: كيف تتلمس إدارة الجامعة هموم الطالب وحقوقه الغائبة، لاسيما وأن بعض الأكاديميين يؤمنون بالتعصب للرأي ويتعامل وفق نظرية الأبراج العاجية التي لا يمكن للطالب طرق أبوابها؟ الدكتور عادل غباشي وكيل الجامعة: لا بد على كل طالب أن يتعرف على حقوقه كاملة في الجامعة ما له وما عليه، ليكون مدركا لكل الأمور، وهذا ما نحرص عليه في كل عام، ومن الظلم اعتبار هذه النظرية حقيقية، فعلى العكس ثمة أعضاء هيئة تدريس حريصون على سماع صوت الطالب وتفهم احتياجاته في كل ما يهمه، ولا نرضى كمسؤولين أن يكون ثمة أية تجاوزات في هذا الشأن، فعضو هيئة التدريس موجود للطالب لتعليمه وإفادته وليس للتعالي عليه. تجاوب دون المستوى الدكتور ثامر الحربي وكيل الجامعة للشؤون التعليمية: للأسف هناك قصور كبير من قبل الطلاب أنفسهم في فهم كيفية التعامل في الجامعة، بالرغم من حرص إدارة الجامعة على رفع سقف وعي الطلاب، ولكن التجاوب لا يزال دون المستوى المأمول، فعمادة شؤون الطلاب تقدم بداية كل عام دراسي ورشة عمل تعريفية للطلاب المستجدين، ولكن الحضور يكون مخيبا للآمال، ولعلك تتخيل أن ورشة عمل عقدت أخيراً في التثقيف بحقوق الطلاب لم يتجاوز عدد الحضور فيها ستة طلاب فقط، ومع هذا لا نرضى مطلقا بأي تجاوز من قبل أي عضو هيئة تدريس تجاه أي طالب، وكذلك نرفض وبشدة أية ممارسات غير مقبولة ضد الطلاب ولم نتلقى أية شكاوى حيال ذلك، وفي حين وجودها سنقف بالمرصاد لأي متجاوز. الكراسي العلمية • «عكاظ»: ما أهمية التوسع في استحداث كراسي للبحث العلمي بالشراكة مع القطاع الخاص، وهل لدى الجامعة القدرة على تقنين هذه الكراسي بما يضمن تقديم بحوث علمية ذات قيمة علمية عالية؟. لجان متخصصة الدكتور نبيل كوشك وكيل الجامعة للأعمال والإبداع المعرفي: الحقيقة وضعنا لائحة محددة لهذا الأمر تتسق مع اللوائح المحلية والدولية في هذا الشأن، وهناك لجنة استشارية تضم خبراء من الأكاديميين في هذا المجال، أقرت من مجلس الجامعة راعينا فيها كل ما يحقق التوازن في جودة البحوث العلمية وأهميتها وفاعليتها مستقبلا وفق الاحتياجات، فضلا عن إعداد آلية تفصيلية ما بعد توقيع الكرسي ما يضمن جودة المنتج، وهناك خمسة كراسي جديدة في الجامعة لا تعتمد بحوثها العلمية إلا بعد تحكيمها من قبل لجنة متخصصة في هذا الأمر، ومن ثم تتابع وحدة خاصة سير البحث، ولدينا مشرف للكرسي وهذا غير ما يعرف بأستاذ الكرسي فدوره يكمن في النواحي الإدارية والقضايا المالية ونوعية البحث المقدم، وهناك لجنة إشرافية على الكراسي تراجع بشكل ربع سنوي التقرير المفصل لهذه الكراسي، وفي الحقيقة أبلغنا بصورة واضحة هؤلاء المشرفين قبل الثلاثة الأشهر الماضية أنه إذا لم يكونوا متفاعلين وعلى قدر من المسؤولية سيتم استبدالهم بصورة عاجلة ودون تردد حفاظا على البحث العلمي وهيبة الكرسي، لذا لا تخوف لدينا من ضياع الميزانية المعتمدة للكراسي العلمية أو انخفاض مستوى جودة البحوث مع كل هذه الضوابط الصارمة. الأولويات المقبلة • «عكاظ»: خصصت وزارة المالية ملياري ريال كميزانية لجامعة أم القرى، ما الأولويات المقبلة في مشاريع التطوير في الجامعة مع هذا الدعم السخي؟ خمس كليات جديدة الدكتور بدر حبيب الله وكيل جامعة أم القرى للفروع والمشاريع: المحور الأول سيكون لقسم الطالبات وبدأنا إنشاء القسم واستكمال الكليات وتصميم الجديد منها، حيث صممت خمس كليات جديدة ستنفذ كليتان منها العام الحالي، بالإضافة إلى مبنى الإدارة العامة ومركز الحاسب الآلي الذي تمت ترسيته على شركات منفذة، وسنعمل على نقل كليات البنات في الششة، ريع ذاخر والمنصور إلى مقر العابدية وسيكون لها الأولوية، فيما يتضمن المحور الثاني إنشاء معهدين خلال هذا العام الأول مقر لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، والثاني مقر للمعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في العابدية، وإنشاء مركز للسنة التحضيرية يجري تصميمه حاليا، ونعمل على تصميم منطقة رياضية ومركز للجوالة سيتم تنفيذها بعد أربعة شهور، وسيكون اللقاء العالمي لمعسكر الجوالة العام المقبل في هذا المركز، كما طرحت تصاميم لمدينة رياضية متكاملة بجوار الاستاد الرياضي ستكون جاهزة في العام المقبل.