لا أستغرب من السيد بشار الجعفري المندوب السوري في الأممالمتحدة اتهامه للسعودية بدعم الإرهاب الذي تمارسه الجماعات المسلحة كما يسميها وقد أضاف قطر وتركيا إلى السعودية لكي يجعل مساحة الكذب أكثر اتساعا، فهو يظن أن من لم يصدقه بالنسبة لهذه الدولة فقد يصدقه بالنسبة للأخرى، وما عرف أن العالم اليوم لم تعد تنطلي عليه هذه الأكاذيب التي مضى عليها الزمن. الجعفري في مؤتمره الصحافي الذي عقده الثلاثاء الماضي حاول الهروب من الواقع السيئ الذي تعيشه بلاده فلم يجد إلا السعودية ومن معها ليحملها تبعات الجرائم التي يمارسها النظام وبشكل يومي وفي كل أنحاء سوريا، وهذه الجرائم تنقلها معظم القنوات الإعلامية التي تسمح لها السلطات السورية بدخول البلاد. الجعفري ادعى أن من يقوم بقتل المواطنين هم من أتباع القاعدة، ومن السلفيين ومسلحون، لكنه لم ينطق بكلمة عن الجرائم التي يرتكبها الجيش والتي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف، وهدمت بيوتهم، وشرد عشرات الآلاف. وقد أجد له عذرا في هذا التدليس فقد يصيبه ويصيب عائلته ما أصاب الآخرين لو تجرأ على قول بعض الحقيقة، ولكني لا أجد عذرا في أكاذيبه التي دأب على تكرارها في كل مناسبة يتحدث فيها!! السعودية لها تجربة طويلة في محاربة الإرهاب، وفي التعاون مع دول أخرى في محاربته فكيف تقف معه أو مع دعاته؟!. السعودية وقطر ومثلهما تركيا تحركوا أخلاقيا وإنسانيا وإسلاميا للوقوف مع الشعب السوري وإنقاذه من القتل والتشريد؛ وهذه الوقفة تعبر عن رأي كل الدول في العالم ما عدا بعض الدول التي تعد على أصابع اليد الواحدة والتي تقف مع النظام السوري لتحقيق بعض المصالح المادية. فهل تلام السعودية على هذا العمل النبيل؟!. الغالبية العظمى من أبناء الشعب السوري سعداء بموقف السعودية وقطر، فهل تلام السعودية على استجابتها لمطالب الشعب السوري الذي يذبح كل يوم؟!!. وإذا كان السيد الجعفري يشكك في مواقف السعودية ومن معها فهل يستطيع التشكيك بمواقف السيد «كوفي عنان» الذي أعلن أكثر من مرة أنه ودولته يقف مع مهمة عنان، وأنه سعيد بهذه المهمة؟! السيد كوفي عنان في كلمته مساء الثلاثاء، الماضي قال بوضوح: إن النظام السوري والجيش السوري لازال مستمرا في قتل المواطنين؟!، وقال بوضوح: إن فشل مهمته ليس في صالح النظام السوري لأن البديل سيكون أسوأ!!، فهل يستطيع الجعفري أن يتهم عنان بأنه يقف إلى جانب الإرهابيين؟!. السيد «بان كي مون» أمين عام الأممالمتحدة هو الآخر اتهم النظام السوري بكل المذابح التي تجري في الشام.. فهل هو أيضا متآمر مع النظام في سوريا؟!.. الذي أود قوله: إن الجرائم التي تجري في سوريا ينبغي أن تتوقف، ولن يستطيع إيقافها إلا النظام السوري وحده.. أما اتهام السعودية، وغيرها فلن ينقذ النظام، كما أن تحميل من يطلق عليهم «الجماعات المسلحة» لن ينقذ سوريا أيضا لأنه غير صحيح. لا أحد يحب ما يجري في سوريا، لا دول، ولا شعوب، فالكل يحب لسوريا، أن تبقى للسوريين وليس لجماعة واحدة لديها الاستعداد لقتل الجميع لكي تبقى على سدة الحكم، ولكن هذه الأمنية لن تتحقق ما لم يغير الحاكم منهجه في الحكم .. السعودية دولة تحارب الإرهاب بكل أنواعه، وكفى اتهامات لا قيمة لها. وعلى النظام السوري أن يعيد النظر في كل ما ارتكبه من جرائم ويتوقف عنها فورا ويعطي الشعب حقوقه.. وبهذا لن يجد من يسميهم: جماعات مسحلة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة