شهدت جلسة عقدتها الجمعية العمومية بالأممالمتحدة حول الملف السوري مشادةً ساخنةً بين مندوبي المملكة السعودية وسوريا. ورد بشار الجعفري مندوب سوريا الدائم في الأممالمتحدة على دعوة نظيره السعودي بإرسال قوات دولية لسوريا بالدعوة لإرسال قوات مماثلة إلى القطيف، واتَّهم الرياض والدوحة بتسليح المعارضة. وقال الجعفري في كلمةٍ له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إنَّ مضمون البيان المقدم "لا يبعث أبدًا على الارتياح،" ويستند إلى "مجرد تقارير وآراء تصدر عن أوساط سورية معارضة في الخارج تقيم في عواصم دول تناصب سوريا العداء وكذلك استنادًا إلى تقارير استخباراتية لدول أخرَى تعمل على تغيير الدولة ليس النظام فقط". ونفَى الجعفري أن تكون بلاده قد رفضت زيارة وكيلة الأمين العام للشؤون الإنسانية فاليري أموس، واصفًا ما قالته حول ذلك بأنه "إدعاء". وأضاف: "على كل حكومة في هذه المنظمة الدولية أن تحمِي شعبها من الفوضى والإرهاب والإجرام والإخلال بالأمن وهو ما قامت به الحكومة السورية." وأشار الجعفري إلى أنَّ رؤساء دول ووزراء خارجية في دول أعضاء في المنظمة الدولية "يتحدثون علنًا عن تزويدهم للمجموعات المسلحة في سوريا بالسلاح، سوريا لم تفاجأ بالتصريحات العلنية التي أطلقها وزيرَا خارجية السعودية وقطر قبل أيام عندما أكَّدَا على ضرورة تسليح المعارضة والإعراب عن استعداد بلديهما للقيام بذلك ناهيك عن إعلان ليبيا تقديم مبلغ 100 مليون دولار للمعارضة السورية المسلحة". وكرَّر الجعفري اتهام عناصر من تنظيم القاعدة بالقتال في حمص، كما اتَّهم "البعض" بغضّ الطرف عن "دخول عناصر من القاعدة وصحفيين غير شرعيين ومقاتلين أجانب ومئات ملايين الدولارات وأسلحة إسرائيلية إلى داخل سوريا." وبرز في كلمة الجعفري تصعيد واضح ضد المندوب السعودي، عبدالله المعلمي، الذي كان قد ألقَى كلمة انتقد فيها النظام السوري، فقال الجعفري: إنَّ مندوب السعودية "قال أشياء خطيرة لا تليق بمستوى عقول الحاضرين وبحجم معارفهم التاريخية والسياسية والدبلوماسية". وتابع: "مندوب السعودية دعا باسم بلاده وباسم دول مجلس تعاون الخليج إلى إرسال قوات أممية عربية مشتركة لحفظ الأمن في سوريا.. إذا كان الأمر كذلك فإنني أيضًا اقترح باسم بلادي وباسم العديد من الدول الأعضاء أن نرسل قوات أممية وعربية وإسلامية إلى المملكة العربية السعودية لحماية السكان السعوديين المضطهدين في منطقة القطيف وهذا تبرع مجاني ولا نريد أن يموِّله أحد كما أنه ينبغي على الرياض أن تسحب قواتها من البحرين التي تعتدي على مطالب شعبية محقة للشعب فيها". حسب قوله. وختم الجعفري حديثه بأن تشبيه ما وصفه ب"التمرد المسلح المحدود في حي صغير في حمص اسمه بابا عمرو وهو حي عزيز على قلوبنا،" ب"مذابح سربرنيتشا ورواندا وكوسوفو وغزة" هو أمر "معيب لأن ذلك خلط للأوراق" على حد تعبيره، مضيفاً أنه لا يرغب بأن يقول كلامًا أكثر تجريحًا.