أعاد حادث المعلمات في الطريق الساحلي الأسبوع الماضي إلى الأذهان مخاوف مرتادي طريق البيضاءجنوبمكةالمكرمة، حيث جدد المعلمون والمعلمات مطالبهم للجهات المعنية بالتحرك لإيقاف تلك الشاحنات المتهورة، والتي تساق السيارات في الطرق وباتت تشكل خطرا كبيرا على مرتاديه، لعدم تقيد سائقيها بتعليمات المرور، خصوصا في أوقات ذروة خروج الأهالي من وإلى أعمالهم، حيث لا طريق لهم سوى ذلك الطريق الضيق والمتهالك ذي المسار الواحد والمليء بالشاحنات على مدار الساعة دون رقابة من أحد، ما أعطى الحرية لقائدي تلك الشاحنات العبور عبر ذلك الطريق متى ما يشاءون، ودون أن يجدوا من يوقفهم ويطبق عليهم القوانين الرسمية في هذا الخصوص.. «عكاظ» رصدت معاناة أهالي المناطق الواقعة جنوبمكةالمكرمة .. وفيما يلي التفاصيل. تسابق السيارات طريق البيضاء أحد تلك الطرق التي تسلكها الشاحنات والدينات، إذ أنه الطريق الوحيد لغير المسلمين والذي يمر بعيدا عن مكةالمكرمة متجها نحو المناطق التي تقع جنوبمكةالمكرمة مرورا من الطائف، أو العكس إلى جدة والمعروف بطريق «الخواجات».. «عكاظ» التقت عددا من مرتادي الطريق.. بداية تحدثنا إلى الموطن أحمد الفهمي مدير ثانوية يلملم طريق (الليث مكةالبيضاء)، مشيرا إلى أن الطريق ظل يشكل خطرا حقيقيا على عابري الطريق، خاصة المعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، وأضاف «أخشى أن تتكرر المأساة التي حدثت قبل ثلاثة أعوام، التي راح ضحيتها 7 طالبات ومعلمتان وسائقهن، بعد أن احترقوا وتفحموا داخل مركبتهم، بسبب سوء الطريق وكثرة الشاحنات التي تملأ الطريق يوميا، واستطرد يقول: يوم أمس الأول توفي وأصيب 6 معلمات على هذه الطريق والسبب هذه الشاحنات التي تسابق سيارات المعلمين والمعلمات، دون أن تجد من يوقفها في فترة ذروة خروج الموظفين إلى أعمالهم. تشديد على إيقافها ويقول خالد الحارثي معلم بمحافظة الليث، إن الشاحنات التي تسلك هذا الطريق تشكل خطرا حقيقيا على عابريه، بسبب سرعتها العالية من قبل السائقين في كل الأوقات، رغم أن هناك قرارات من قبل الأجهزة الرسمية تشدد على إيقاف حركة الشاحنات في فترة ذروة خروج الطلاب والطالبات والمعلمين من وإلى المدارس سواء على الطرق السريعة أو حتى داخل المدينة، مبينا أن الحجز يبدأ من الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثامنة. أيدينا على قلوبنا وفي السياق نفسه، قال ساعد الحازمي سائق معلمات في قرى الليث، إنه ومنذ أكثر من ثماني سنوات ومرتادي طريق البيضاء يضعون أيديهم على قولبهم كلما سلكوا ذلك الطريق، مشيرا إلى أن سائقي الشاحنات أصبحوا يشكلون مصدرا لهذا الخوف، واستطرد قائلا «سائقو الشاحنات يتخطفوننا من كل الجهات، والمصيبة أنه بالإضافة إلى الشاحنات تطلع لنا فجأة القلابات من الطرق الصحراوية». القرار واضح المتحدث الإعلامي في إدارة مرور العاصمة المقدسة المقدم فوزي الأنصاري، أوضح أن التعليمات واضحة ومعروفة لجميع سائقي الشاحنات والحافلات بضرورة إيقافها بشكل يومي في جميع الطرق المؤدية إلى مكةالمكرمة في فترة خروج الطلاب والمعلمين والمعلمات صباحا من الساعة السادسة وحتى الثامنة، حتى يستطيع طلاب وطالبات المدارس الحضور المبكر إلى مدارسهم، أما طريق البيضاء فيتبع للخطوط الخارجية ولا علاقة لإدارة مرور العاصمة المقدسة في متابعة سير الشاحنات والحافلات فيه، إلا أن مرور العاصمة المقدسة يتابع ويباشر الحوادث المرورية فقط التي تقع على امتداد هذا الطريق.