«درهم وقاية خير من قنطار علاج ، الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء، الوقاية خير من العلاج»، كلها عبارات تعزز من سلامة صحة الإنسان عند اتباع الاشتراطات الصحية والبيئية، سواء كان ذلك في المطاعم أو البوفيهات او منتجعات. وتبدأ الوقاية دائما بتجنب العوامل المؤدية إلى إصابة الفرد بالتسمم الغذائي أو أمراض مرتبطة بمأكله ومشربه ، وجميل جدا أن تطلق أمانة جدة قبل ايام تحذيراتها للمطاعم والكفتيريات في عدم التهاون بصحة البشر الذين يرتادونها وطالبت عمالها بالتقيد بالاشتراطات الصحية وارتداء غطاء الرأس والكمامة والقفازات أو تغييرها في حال وجدت متسخة أو ممزقة. والأجمل ان تشهد حملة الأمانة في أسبوعها الأول التفتيش على 1961 منشأة غذائية رصد 1231 منشأة مخالفة وتم تصحيح وضعها بصورة فورية بإلزام العاملين بلبس القفازات والكمامات وغطاء الرأس وتعليق البطاقة الشخصية على الزي الموحد مع تطبيق الغرامة المالية بحق المخالف ومتابعة تصحيح وضع المخالفات الأخرى المتعلقة بتجهيزات وسلامة الغذاء. بالطبع فإن رصد المخالفات في ( 1231 ) منشأة مؤشر مخيف ، يجعلنا في حالة استغراب دائم وسؤال ملح لماذا تقع هذه المخالفات مهما كانت درجة بساطتها، والأمر المهم يجسد مدى استهتار العاملين بالنظافة. قد يرى البعض أن عدم ارتداء العامل في المطعم أو البوفيه لقفازة النايلون أمر غير مهم ، ولكن الحقيقة أن التهاون بهذا الأمر كان وراء قصص وإصابات العديد من الأشخاص بالتسمم الغذائي، وخصوصا وان البكتيريا الكروية العنقودية التي تشبه عناقيد العنب سبق وأن رصدت في أظافر بعض العاملين في المطاعم وتسببت في حدوث التسمم المعوي جراء تلوث الأطعمة المختلفة. والظاهرة الأخطر المنتشرة في كثير من المطاعم والبوفيهات أن العاملين لا يتقيدون بغسل اليدين بشكل مستمر والتي تعد وسيلة بسيطة وفعالة لتجنب نقل البكتيريا والفيروسات والميكروبات الأخرى بجانب الوقاية من الأمراض ، مثل نزلات البرد والأنفلونزا والتهابات العيون وغير ذلك. وأخيرا.. تظل النظافة الشخصية لمن يعد الطعام مهمة لسلامة الغذاء، حيث انه كما أوضحت ان بعض البكتيريا المسببة للتسمم الغذائي قد تكون موجودة على سطح جلد الإنسان، ولذلك فانه يجب على جميع من يتعامل مع الأغذية أن يحرص على النظافة الشخصية لتجنب نقل هذه الميكروبات للطعام، وضرورة تطبيق كل الاشتراطات والتعليمات الصحية والبيئية لتجنب الملوثات، وسلامة صحتكم.