تراجع الاهتمام الدولي بالملف السوري مع وصول المراقبين الدوليين إلى البلاد، الأمر الذي دعا البعض إلى القول إن النظام أحكم السيطرة على الثورة، ونجح في الالتفاف على الثورة وعلى مطالب المجتمع الدولي، فيما يرى البعض الآخر أن الاختلاف بات الآن على طريقة رحيل النظام. وقال عضو المجلس الوطني الدكتور محيي الدين اللاذقاني ل «عكاظ» إن الحديث الدولي تجاوز مسألة بقاء الأسد، فهو لم يعد يحكمة إلا من خلال سيطرة الجيش المهلهل أصلا وأجهزة المخابرات. وقال يبدو أن روسيا متمسكة بإدارة المرحلة الانتقالية في سورية في مرحلة ما بعد الأسد، مشيرا إلى أن التعامل الروسي مع النظام السوري يأتي من زاوية استخباراتية أمنية، خصوصا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رجل أمني ويتطلع إلى رجل أمني مماثل، لكن يبدو أن هذا في المدى المنظور غير ممكن نظرا لتورط جميع أركان النظام بالقتل. وأوضح اللاذقاني أن اجتماع 22 من الشهر الجاري بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين سيحدد مستقبل نظام بشار الأسد، أو طريقة التعامل معه، متوقعا أن يشهد الموقف الروسي المزيد من التشدد للحصول على مكاسب دولية أكبر. من جهته، أكد هيثم المالح رئيس جبهة العمل الوطني أن مهمة المبعوث الأممي كوفي عنان ستفشل مثلها مثل بعثة المراقبين الدوليين، مشيرا إلى أن النظام يحاول ترتيب أوراقه وإعطاء المؤسسة العسكرية المزيد من الوقت بعد عمليات قتالية على مدار العام. واعتبر الحديث عن حل الأزمة على الطريقة اللبنانية، بتوزيع طائفي لأركان الحكم، أو الخوض في حرب أهلية كما جرى في العراق، أمرا مستحيلا في الحالة السورية، مشيرا إلى أن الوضع في سورية هو ثورة ضد نظام ظالم ليس له علاقة بالحرب الطائفية، مؤكدا على وعي السوريين في كبح جماح الحرب الأهلية. وأشار إلى أنه في سورية لا توجد كتل طائفية متوازنة كما هي الحالة في لبنان، موضحا أن التوازن الطائفي في لبنان أنتج نظاما طائفيا، أما في سورية فالشعب لا يريد ولن يرضى بهذه الطريقة في الحكم.