زودني سمو الأمير طلال بن عبدالعزيز مشكوراً بنسخة من كتاب «ديفيد كمنز» بعنوان «الدعوة الوهابية والمملكة العربية السعودية» ترجمة الدكتور عبدالله إبراهيم العسكر. وهو كتاب ممتاز كتب للقارئ الغربي بأسلوب علمي معتدل مملوء بالمراجع العلمية ، وقد أجاد الدكتور العسكر في ترجمته ولم يتدخل إلا نادرا بتعليق قصير أو توضيح. الترجمة تقع في 341 صفحة، وهو كتاب يسرد بإيجاز جميل التاريخ السعودي والدعوة الوهابية، إلى العصر الحاضر، وقد قفزت إلى القسم الثاني من الكتاب الذي يتحدث عن الدولة السعودية الحديثة والملك المؤسس عبدالعزيز (رحمه الله) موضحاً بتفصيل جهوده الحثيثة لتأسيس الدولة الحديثة، لقد كان الملك المؤسس رحمه الله بارعا شديد البراعة في تجاوز العقبات وحل المشكلات بكياسة وحذق، كان رحمه الله يعتمد الحلم والحوار و«طولة البال» لإقناع المعارضين وخصوصا في مسألة تحديث وتطوير المملكة بعد توحيدها وتوطيد الأمن والاستقرار، وقد استعرض المستر كمنز تلك العقبات وجهود المؤسس رحمه الله وعزمه الأكيد على بناء دولة حديثة وذلك في الفصل بعنوان «ترويض الحماس الديني» بمعنى التطرف والتشدد، وذكر أن الملك عبدالعزيز اضطر إلى حل المشكلة المستعصية بالقوة فيما عرف بمعركة «السبلة» ضد المتطرفين الذين عرضوا أمن المملكة – حتى في ذلك الوقت – وعلاقاتها الدولية، ثم بدأ كفاح آخر سلمي من أجل التحديث وإدخال الأدوات والأساليب العصرية، لقد تم تعيين الشيخ حافظ وهبه بخلفيته التربوية والشرعية مديرا للتعليم ووجهه للاجتماع بالعلماء وإقناعهم بفائدة العلوم الحديثة واللغات الأجنبية (الإنجليزية) وهكذا... ثم صارت الفيزياء سنن الطبيعة والكيمياء سنن المواد . ويورد مستر كمنز فصولا من كتاب وهبه «أيام عربية» وسواه يسرد تفاصيل النقاشات. وبإصرار الملك المؤسس وعبقريته وفهمه لضرورات العصر دخلت المملكة إلى المعاصرة والتحضر بقدم راسخة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة