أدلى 46 مليون فرنسي أمس بأصواتهم في جولة الإعادة الحاسمة في انتخابات الرئاسة والتي يتجه فيها الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي نحو هزيمة يمكن أن تجعله الزعيم الأوروبي الحادي عشر الذي تطيح به الأزمة الاقتصادية، وتتويج فرانسوا هولاند الذي يعول على دعم أقصى اليسار وأنصار البيئة، كأول رئيس اشتراكي لفرنسا منذ 17 عاما. واشارت استطلاعات الرأي الأخيرة الى تقدم هولاند ما بين أربع وثماني نقاط في انتخابات يمكن أن تعني تغييرا في الاتجاه بالنسبة لأوروبا. واستفاد هولاند من موجة غضب بسبب عجز ساركوزي عن كبح جماح البطالة المتفشية خلال خمسة أعوام له في الرئاسة. وقد أدلى كلا ساركوزي وهولاند بأصواتهما وسط ترحيب حار من أنصارهما ومهما كانت النتيجة سيلقي ساركوزي كلمة أمام مناصريه وفي حال فوزه سيتوجه إلى ساحة كونكورد حيث يحتفل اليمين تقليديا بالانتصارات الانتخابية. وفي حال فوز المرشح الاشتراكي فرنسوا هولاند، الأوفر حظا بحسب استطلاعات الرأي، سيحتفل بذلك في ساحة الباستيل. وعلى الرغم من تمكن ساركوزي المحافظ من تقليص تقدم هولاند نقطتين خلال الأيام الأخيرة من الحملة الانتخابية فإن مساعديه اعترفوا في أحاديث خاصة بأن ساركوزي سيحتاج لمعجزة لتغيير المسار لصالحه والفوز بفترة ثانية. وإذا فاز ساركوزي فسيحدث ذلك ضجة سياسية بعد حملة صاخبة لرجل ينحي كثير من الناخبين عليه باللائمة في ارتفاع نسبة البطالة التي تبلغ حاليا عشرة بالمئة وهو أعلى مستوى لها في 12 عاما والركود الذي يعاني منه الاقتصاد الفرنسي. وفيما يمثل انتكاسة لساركوزي رفضت مرشحة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة مارين لوبان التي فازت بنسبة 17.9 في المئة في الجولة الأولى للانتخابات التي أجريت في 22 أبريل نيسان التصويت لصالح ساركوزي وقالت إنها ستبطل صوتها.