مسعدة الفهمي معلمة لغة عربية متعاقدة شاءت أقدارها أن تشد رحالها مع زميلاتها في حافلة الموت متوجهة من حي الحمراء في مكةالمكرمة إلى مجمع مدارس قرية عيار جنوبمكةالمكرمة، وقادها قدرها إلى النجاة من الموت الذي خطف زميلتيها نهلة الجابري وزين الحضرمي. وقالت الفهمي ل«عكاظ» وهي تصف رحلة الموت «توقفت الحافلة بجانب منزلي وحزمت حقائبي وودعت أسرتي وركبت بجانب نهلة وزين (يرحمهما الله) وكنا ننتظر أن يسلك السائق الطريق السريع حتى نهم بالنوم لحين انقضاء ساعتين ونصف الساعة مسافة رحلتنا اليومية إلى المدرسة، وتبادلنا الأحاديث بيننا حتى دخلنا في النوم». وتضيف قائلة: الحافلة التي نستقلها يوميا بلا مقاعد وذلك لكي ننام ونتوسع داخلها كبقية حافلات نقل المعلمات. وعن تفاصيل الحادث تقول الفهمي «لم أفتح عيني إلا داخل مستشفى النور في مكةالمكرمة وكنت مذهولة ممن حولي وتغير حالي من داخل الحافلة إلى سرير أبيض وبجانبي أفراد أسرتي، وعلمت من خلال أشقائي بوفاة زين ونهلة (يرحمهما الله) وكنا جميعنا نغط في سبات عميق ولا نعلم طريقة الحادث وموقعه». وطالبت الفهمي عبر «عكاظ» وزارة التربية والتعليم أن تشملها ضمن المعلمات اللاتي نقلن إلى مكةالمكرمة، مشيرة الى انها تعيش حاليا في حالة يرثى لها وتنتظر مستقبلا مظلما مع استمرار دوامها إلى قرية عيار دون زميلاتها. وقالت «أتمنى أن تشملني حركة النقل إلى مكةالمكرمة لأكون بجانب أسرتي وأنسى متاعب طريق الموت».