تخلف حوادث السيارات خسائر بشرية متواصلة، وفي أوساط الرياضيين خلفت الحوادث أحداثا جسيمة وقفت في المقام الأول خلفها السرعة والتهور، فقد فجع الوسط الرياضي المحلي في اليومين الماضيين بوفاة لاعبي نادي الوحدة السعودي (عبدالعزيز الحربي، وطلال الجهني) في امتداد لأحداث سابقة هنا على النطاق المحلي، فقد سبق للوحدة وفاة لاعبها محمد اللحياني في حادث سابق، حين كان برفقة لاعب الفريق كامل المر، والذي يلعب حاليا لفريق الأهلي، كما فجع نادي الأنصار بوفاة لاعبه سلطان معاذ شقيق لاعب نادي النصر مالك معاذ. أمين الصندوق في نادي الصواب كان لقي حتفه أيضا في حادث مروري بالقرب من ناديه بقرية العمران في الأحساء. وكانت الأحداث توالت عربيا، ربما آخرها وفاة اللاعب الإماراتي الشاب (ذياب عوانة) صاحب أشهر ركلة جزاء استعراضية في تاريخ كرة القدم القديم، إثر حادث سير. وترك غياب لاعب المنتخب الإماراتي ونادي بني ياس أثرا كبيرا في نفوس الإماراتيين والعرب ليس بسبب الطريقة التي فارق بها الحياة، فكلنا سنموت مهما كانت الأسباب، وإنما لأن اللاعب كان ينتظره مستقبل كبير فضلا عن الشهرة التي حققها مقطع الفيديو الخاص به والذي حقق 9 ملايين مشاهدة عبر «يوتيوب». كما فجعت الأسرة الرياضية الأردنية بنبأ وفاة حارس مرمى فريق نادي الفيصلي وصيف بطل الدوري الأردني لكرة القدم زبن الخوالدة، حيث توفي الخوالدة (23 عاما) إثر تعرضه لحادث دهس مؤسف شرقي عمان. وكان الخوالدة برفقة زميله في الفريق عبدالإله الحناحنة، حين تعرضت سيارة الأخير إلى محاولة احتكاك من سيارة أخرى، فجنحت إلى جانب الشارع، وخرج منها اللاعبان، ليمطر 4 من السيارة الأخرى اللاعبين بالحجارة، حيث حاول الخوالدة الفرار من الحجارة متجها للشارع فصدمته سيارة قادمة بسرعة. كما فجع الوسط الرياضي الإماراتي بوفاة لاعب فريق الأهلي تحت 18 سنة أحمد حسن في حادث سير وقع في العاصمة السعودية الرياض، وذلك في طريق اللاعب لتأدية مناسك العمرة، وكذلك اللاعب سعيد النوبي لاعب نادي الظفرة، إثر حادث سير مروع أيضا. من جانبه، أكد المشرف العام على كرة القدم بنادي الوحدة دخيل عواد الأحمدي أن فقد اثنين من لاعبي كرة القدم بالنادي يعد فاجعة كبيرة لنا وفقد أليم لأسرة الفقيدين (يرحمهما الله)، وما حدث كان قدرا كتبه الله عليهما في عز شبابهما، ولا نملك سوى الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة وندعو أن يلهم الله أهليهما الصبر والسلوان، ونتمنى أن يتماثل اللاعب المرزوقي للشفاء ويطمئن أهله عليه. ويشير الأحمدي أن رئيس النادي علي داوود وجه بالوقوف مع أسرة اللاعبين المتوفيين في محنتهما ومتابعة حالة اللاعبين المصابين والاطمئنان على وضعهما الصحي (شفاهما الله) وعندما علمنا بالحادثة وجهنا في وقتها مدير الفريق محمد الثبيتي لمتابعة الوضع عن كثب وسنكون مع أسر المتوفين والمصابين فهم أبناؤنا في المقام الأول ولن نتخلى عن هذا الواجب الإنساني. من جانبه، طالب حارس مرمى فريق شباب الاتحاد محمود العمودي سائقي السيارات بعدم السرعة، من أجل تجنب الحوادث المروية، مبينا أنه في العام الماضي تعرض لحادث مروري أثناء عودته من مطار الملك عبدالعزيز عقب خوض مباراة نجران في بطولة كأس الاتحاد السعودي، موضحا أن الحادث وقع على طريق الملك مع تقاطع شارع حراء، ونتج عن الحادث تهشم سيارته بالكامل، وسيارته لم تعد صالحة للاستخدام عقب ذلك الحادث، ولكن قدر الله وما شاء فعل، مؤكدا أن بعد ذلك الحادث المروري حرص على الحذر وعدم السرعة لتجنب الحوادث المرورية. من جانبه يحكي لاعب فريق الوحدة الأولمبي أحمد القرني الناجي من الحادث المروع الذي راح ضحيته زميلاه عبدالعزيز الحربي وطلال الجهني وإصابة بالغة بزميله الثالث وليد المرزوقي الذي مازال يرقد في غيبوبة في مستشفى الحرس الوطني قصة ما حدث لهم في طرفة عين ويقول والدموع تنهمر من عينيه: ما حصل كان قضاء وقدرا، ولا أقول سوى إنا لله وإنا إليه راجعون ورحم الله الفقيدين وألهم أهلهما وذويهما الصبر والسلوان وأسكنهما الله فسيح جناته، وأتمنى أن يتماثل زميلي المرزوقي للشفاء العاجل. ويضيف بعبارات مختنقة: كما جرت العادة في كل يوم نستقل السيارة للذهاب سويا وقد كنا في طريقنا إلى مكةالمكرمة للحاق بتدريبات الفريق في نادي الوحدة وفجأة تعرضنا لانقلاب بعد أن اختل توازن السيارة واتجاهها للجزيرة الفاصلة وتجاوزها للشبك الحديدي حتى استقرت في الاتجاه المعاكس لوجهتنا ولا أتذكر سوى لحظة ارتطامها بالشبك الحديدي ثم فقدت الوعي ولا أدري ماذا حصل بعدها، وقد تم نقلنا على وجه السرعة للمستشفى بواسطة الهلال الأحمر أنا وزميلي المرزوقي الذي مازال في غيبوبة فاقدا الوعي شفاه الله وعافاه. وحول التحاقه بالتدريبات في نادي الوحدة يقول اللاعب القرني: أنا وزملائي نسكن في محافظة جدة وقد سبقنا بالتسجيل في النادي زميلنا عبدالعزيز الحربي رحمه الله الذي كان ينتظره مستقبل كبير في خط الدفاع، وقد أقنعنا الحربي بالالتحاق معه في النادي، وكنا نواصل تدريباتنا بكل جدية وسط آمالنا وطموحاتنا الكبيرة.. والحمدلله على قضاء الله وقدره.