مواقع كثيرة في الحياة نجد فيها تباينا وتناقضا للمثالية ودائرة من الأحداث التي تصطدم بجدار الأحلام والآمال، المثالية في الفلسفة تؤكد على وجود عالم بذاته من المثل يقع خارج فكر البشر والأشياء، وقدر المستطاع نحاول جاهدين أن نرتقي وبالتالي نجد كتبنا تكتظ بالعلوم والمعارف وعقود من استعمار العقول مغلفة بالمثاليات ومسائل هائلة من تعزيز الهوية الثقافية، ولكن المفاجأة غير السارة وغير المتوقعة عرض مهرجان غير جميل من الحوار والإسفاف والتهريج الذي يسيء للمشاهد والمتابع في الإعلام والميادين، مما أجاز القول: إن الإعلام العربي إعلام محدود الحركة وضيق الأفق حسب ما ذكرته بعض الكتب وأيضا يبتعد كثيرا عن المثالية المنشودة، لأن الإعلام اليوم هو لغة العصر والنافذة التي تطل على جميع البيوت، ولكي تكون مثقفا ونتاجا سليما للخطة العلمية وفقا للمعيار الذي أراده المختص والمؤلف يستلزم على المحيط الذي حولك أن يكون بنفس الدرجة سواء معلما أو معلمة إعلام، أصدقاء وبالدرجة الأولى الأهل والأقارب، إن الأغلبية تستخدم نوعين من الخطاب في محور الواقع، خطاب للأصدقاء وخطاب فج للأسرة والأبناء، والبعض الآخر يتناول الحوار بمصطلحات لا تتفق أبدا بالقدر المتوازن الذي ينبغي أن يكون، هل بالضرورة أن تتصدر النخب كل المجالات المثالية والثقافية، والبقية تتم تحت طائلة التراخيص ومواضع الإثارة، التقنية جعلت من المواضيع الشائكة طرحا مشوقا وبصمة واضحة في التغيير الاجتماعي لولا بعض التجاوزات اللفظية التي تنتشر في المحافل العامة والسلوكيات التي تكون نتاج اضطهاد فكري سقيم لا يتقدم مع التقنيات العصرية ولا يتطلب سوى تغيير في ميزان هذا السلوك وإيجاد حلول لتباين الفروق بين الفئات المثالية والأخرى، أصبحت المعلومة متوفرة للعامة وبشكل بسيط جدا لماذا لا نبتكر وسائل تخاطب الذكاء الإنساني ونحث القدرات لدية لتحويل الجمود إلى حضور حيوي على جسر حياة راقية لا تخضع إلى تصنيف وتقسيم ومقارنة بين المثالية والنقائص، إن بعض التفاعلات العصرية كفيلة بإصلاح العطب الذي أصاب الوجود الإنساني باستفهام كبير وقطع تيار العمق الاستراتيجي بين الإدراك والوعي بمعنى بين الكيان الشخصي والمحيط الطبيعي وأمدهما بالسلب المتكرر وفراغ الأخطاء.