لم يكن مستغربا أن تنتفض مصر حكومة وشعبا ومؤسسات غضبا حين تمس فئة من المنتفعين والغوغائيين المملكة وتسيء لقيادتها وتحاول النيل من مقار بعثتها الدبلوماسية، فتلك هي مصر التي نعرفها والتي تربطنا بها روابط تمتد عبر التاريخ تكرس ما بين البلدين من قيم مشتركة ومصالح متبادلة وتعاون في مختلف جوانب الحياة. ومصر التي ظهر من بين أبنائها بعض الذين غررت بهم أحزاب أرادت من وراء تهييجهم جني مكاسب سياسية، أو غررت بهم جهات خارجية أرادت أن تفصم ما بين مصر والمملكة من عرى الصداقة والتعاون، مصر هذه هي التي تظاهر أبناؤها المخلصون مستنكرين ما صدر عن تلك الفئة القليلة من أعمال شنيعة وما هتف به المنضوون تحت لوائها من كلمات بغيضة مؤكدين عمق العلاقة بين البلدين شعوبا وقيادات . وقبل أن يتحرك الشارع المصري كان تحرك المؤسسات العليا في الدولة المصرية سريعا لاحتواء الأزمة بدءا من اتصال رئيس المجلس العسكري بخادم الحرمين الشريفين في أعقاب قرار المملكة سحب سفيرها في القاهرة للتشاور وإغلاق مقار سفاراتها وقنصليتيها في السويس والإسكندرية وانتهاء بما أصدرته الأحزاب السياسية الكبرى في مصر ومجلس الشعب والمجلس العسكري من بيانات أكدوا فيها على عمق العلاقات السعودية المصرية مرورا باتصال كافة المسؤولين المصريين من صناع القرار في مصر بنظرائهم في المملكة مؤكدين جميعهم استنكارهم وشجبهم للأعمال الشنيعة التي مارسها بعض الغوغائيين ضد المملكة ممثلة في مقار بعثاتها الدبلوماسية في مصر وكذلك ما أقدم عليه بعض الإعلاميين وبعض الأجهزة الإعلامية من تهييج للشارع ومغالطة في فهم الحقائق وتزوير للوقائع. أكد الجميع أن حادثة فردية لا يمكن لها أن تؤثر على علاقات بلدين كالمملكة ومصر وأن تصرفات لامسؤولة من بعض الجهات والأشخاص لايمكن لها أن تمس علاقة شعبين كبيرين وأن العقلاء في البلدين قادرون على احتواء الأزمة وأن كل ماحدث لن يتجاوز أن يكون سحابة صيف.