أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر حرصه على تجاوز أية أزمة عارضة تواجه العلاقات المصرية السعودية، مشددا في بيان أصدره البارحة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، على عمق العلاقات بين مصر والمملكة، ومؤكدا حرصه الكامل على استمرار تلك العلاقات التي تتمتع بخصوصية ومكانة خاصة وتجاوز أي عارض عليها مع العمل المشترك بين البلدين لتفويت الفرصة على أي مغرض يسعى لبث الفرقة وزعزعة العلاقات الأبدية التاريخية التى تربط البلدين. واعتبر أن ما حدث لا يعد سوى تصرفات غير مسؤولة يأمل تجاوزها في أسرع وقت، مؤكدا أن مقار البعثات الدبلوماسية السعودية فى مصر محل اهتمام كامل لدى الجهات الأمنية المسؤولة والعناصر الفاعلة بالدولة في إطار الالتزام بتأمين كافة مقار البعثات الدبلوماسية وأعضائها. وفي سياق متصل، توقعت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في مصر فايزة أبو النجا عودة السفير السعودي الى القاهرة قريبا. وقالت إن العمل جار لاحتواء التوتر نادر الحدوث بين البلدين. وأضافت ان المشكلة لن تترك أثرا على المساعدات الاقتصادية الخليجية لمصر، وأن المسؤولين السعوديين نفوا ما تردد عن سحب استثمارات من مصر. في سياق متصل أكد مجلس الشورى المصري ان العلاقات السعودية المصرية متينة راسخة، لافتا الى أنها أكبر من أية مشكلة من الممكن تجاوزها في إطار التشاور المستمر. وأشار المجلس في بيان أصدره أمس الى أنه تابع باهتمام وقلق بالغين التطورات الأخيرة في مسار العلاقات بين المملكة ومصر، التي ارتبطت بما أثير وتردد حول التهم المنسوبة لأحد المواطنين المصريين في المملكة ورد الفعل المصري الشعبي والرسمي إزاء ذلك واستدعاء المملكة لسفيرها بالقاهرة للتشاور وإغلاق سفاراتها بالقاهرة وقنصليتيها في الإسكندرية والسويس. وأكد أن العلاقات السعودية المصرية ستظل علاقات راسخة وأزلية بحكم الروابط والأهداف المشتركة والمصير الواحد في تحقيق ودفع ليس فقط مصالحهما المشتركة بل في دورهما الريادي في تعزيز التعاون والتكامل على المستويين العربي والإسلامي. وقال إنه بالرغم من إيمانه بحق التظاهر السلمي لكنه يرفض التجاوزات التي حدثت من بعض المتظاهرين التي في الحقيقة تعبر عن البعض ولا تتفق مع مكنون ومخزون الشخصية المصرية المتوارث منذ آلاف السنوات ولا مع القيم المصرية المستمدة من الحضارة العربية والإسلامية نحو التبين والتيقن وعدم أخذ الأمور بالظن فقط. وطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة والحكومة المصرية بتحمل مسؤولياتهما تجاه سرعة إنهاء الأزمة وعودة العلاقات إلى وضعها الطبيعي. ودعا حكومة خادم الحرمين الشريفين وشعب المملكة إلى اعتبار ما حدث سحابة صيف لن تؤثر على متانة العلاقات الأخوية بين الشعبين الشقيقين اللذين هما حجر الزاوية لاستقرار الأمن والسلام على المستوى العربي والإسلامي.